من عيون الأمنيات تطل أعذب الأغاريد منتحلة صفات البياض القمري المثلج.. تحتضن معالم الخفاء لتسبق أوصاف الغِلالة المتوهجة .. مع أبكار دموع الغيم المنتشي يستفيق الوطن يغزل شعاعا أقرب إلى الانفلات من محجره في جمجمة الغربة .. يقاطع أنسجة الدوالي حول خارطة الغروب حين يختصر الحمام أروقتَه المتزغبةَ ابيضاضاً أرعن باحثا عن أنفاس الهميم هناك تعتنق الرجاحةُ حريةَ الطفولة وتلمس تلافيف الدخون الأزرق .. في عاصمة الزنجبيل المحتفلة بانتعاش القهوة يغتسل الهديل على مشارف بحيرة الوعد يفترش نهارا جامحا فوق جبهة الاحتمال ينجب مزيدا من أقاصيص الخصوبة ويعدو بأكاليلَ الاشتياقِ اللازورديةَ فوق أعراف الصهيل الأدهم متأصلاً في أقاصي الخوافيَ والقوادمَ الناحبةِ عِتقاً وغرابة .. يحملنا إليه لنغرق مع مزماريه السحريين في قافلة الرونق الأرحب للنصفق مع جوقة الحروف للشاعرتين سليمى السرايري و غادة تركي
De. Souleyma Srairi
أوراق لا تسع المدى سليمى السرايري غادة التركي
الورقة الأولى
سليمى
غريبة أنا يا صديقتي
أجمع خساراتي من فوضى الأشياء
كريشة حمقاء ضيّعتْ محور اللوحة
كطاولة تنسق "العشاء الأخير"
و "دا فينشي" هناك يراقب ضوء الصواري يرسم أفقا للفرح القادم,,,
أنا يا صديقتي، كموجة تستجمع الزبد يحاورني اتّساع البحر
تخاتلني رائحة حلم مضى ومخاض مقدّس للصمت
ها أني أركب صهوة السكون أعلن وجعي لألوان ٍ لن تأتي
لنرجسة عاشقة في آخر الحديقة
للحنين
لأراجيح الطفولة...
للسماء البعيدة...
أرفض أن أزهرَ داخل انتظاري أفراحي القليلة أحملها على كفّي
بكلّ امتداد النزف
بكلّ امتداد الصمت...
الورقة الأولى غادة
هي كل تلكَ اللحظات الخاوية مصلوبة على جدار القلق ترافقها عزلة أبت إلا أن تهديها نخب الإنتظار ، تلك الآهة علقت في سقف الحلق وكانها ترفض أن تفارق طعم الحزن في الداخل ، يا لهذا الألم حين نجتر الذكرى ونمعن النظر إلى الخلف ، تماماً كتراكم الأرصفة أمام عابر سبيل لا يملك سوى تلك الأقدام التي تحث الخطى فوق طريق بارد بلامبالاة لتلك الأقدام التي تبحث عن : العبور حيث منفى آخر ،
الورقة الثانية سليمى
أحاول اختراق مسافات الخواء
أستهلّ الجرح الجاثم كحمامة مصابة بالإكتئاب
على آهة
على نسيان ينمو في كلّ الزوايا
وحدها مرايا الدموع يا صديقتي
تتكسّر عند اسوار البوح
كثيرة هي خيولنا العاثرة في غبار التمنّي
وكثيرة علينا شهقات الشرود
لا شيء غير تنهيدة تصعد من المنعطف الأخير
توقظ النائمين من بياضهم
غير نمل غيّر قمحه و أوى إليهم
يشاركهم وليمة الغبار
آه يا صديقة، ماذا سنخلّف ورائنا ؟ غير قصائد تمـــوء شوقا إلينا غير أبواب ونوافذ بقيت تنتظر الشمس والمطر,,,,,,,,,,
الورقة الثانية غادة
الملح يا صديقتي يغطي تلك الحدقات التي نسيت أن تغمض الجفن بحثاً عن ظل كل الأماكن التي تلد ومراراً خناجر الحنين ، وحدها بقيت مناخات الإنتظار تنفث السأم فوق اسطحٍ باهتة كجفن مصابيح نضب زيتها ، كل تلك الصباحات بلون واحدٍ تاتي على كسل تجرجر أنفاسها المُتعبة بحثاً عن : شعاع ، وحدها الغيمة كانت تسترق النظر لكنها لا تجيد غير صمتٍ رمادي ينوء بالمدى ،
الورقة الثالثة سليمى
كم غرقنا في صحارى التيه
وعشقنا ضحكة في الأفق
ها نحن يا صديقتي
نشرب نخب الذين هجروا
بوجوههم الشاحبة
بأنانيتهم
دون وداع
دون دمع
غريب علينا صمت السقوف
غريب علينا رحيل المنافي دون عزاء
ستظلّ التجاعيد تشق طريقها كالسيول
لا وقت للإنتظار
لا وقت.....
لن تكتمل الصباحات بلا شمس
هكذا نحن
نصعد إلى الأرض
غلالة من الخوف ترافقنا
وبعض ضياء.....
الورقة الثالثة غادة
متورطون في العمتة ، نبحث عن خلاص وحين تسرج الروح ظهر الرحيل نبتز الوقت بعضاً من صمود ، ما هي إلا عشرة أصابع في كف قلبي تبحث عن أول السطر فتهوي حيث نقطة النهاية ، تُرى يا صديقتي كم عدد تلك الكلمات التي احزنتنا وافرحتنا وصنعت لنا فطيرة تفاح من حروفٍ لينة تسلقت جدار الروح وغفت حيث لا سقوط في فخ الشِعر وميثاق الكآبة ، تماسكي واعلني لهم جميعاً بأن حزننا الوحيد : هو ذلك الجفاف بالرغم من إبتلال كل حواس الحب ، وها أنا أعلق أمنياتي وبعضاً من حلم ما بين : السماء والأرض ،
الورقة الرابعة سليمى
سيَحتفي الجفاف بالرحيل ،
حين تعود الخطى وحدها إلى البيت...
ستَحتفي الوردةُ بالذّّبول الأخير.
حين تخرج الحديقة من سجنها
وتطلق العبير يركض في المسافات...
آآه يا صديقتي
ما أطول أضفار الهزائم
وتلك الأشياء التي ..... تلك الغربة التي........
وتلك الشهب تجتاح التفاصيل
كَمْ من الأشياء يا صديقتي
تنادينـا شوْقـا ،
تنادينـا دَمْعــا .
كَمْ مِنَ الأشياء
تذرُو فينـا جمراتِ التوجّع .
وكَمْ...
كمْ من الأشياء
تجيء مثلَ حــلمِ ،
تطلّ على غيومِنا
وتمضي........ في السّكون.
الورقة الرابعة غادة
أوراقنا المسافرة دوماً حيثُ منابت الضوء حين أصبحت الأحلام بلا أرجل أمام طريق لا يملك أرصفة ، برئتُ إلى النفسِ من خذلان حرفٍ يتلعثم وهو يقفز إلى النهاية برغم أن كل النهايات : متشابهة ، حينها القيتُ الأمل في غياهب جُبٍ وأحكمت إيصاد منافذه ، فالخلاص دوماً حين : يأس ، لا تتوجعي صديقتي فالوجع وهم والفرح : غواية ،
الورقة الخامسة سليمى
اخبريني يا صديقة،
كم يلزمنا من زمن أنا و أنت
كي نعود من بحيرات الملح؟ ربّما يتفتّح المدى لوزا ربما يغمرنا وردا
فأنا لا أملك يا غادة غير دوالي الضوء
وليس بيدي سوى حمامة أرسلها إلى السماء
حتما سترتفع شجرة التفاح على كفّ الريح
وسيسكن النبيذ أفواه القوافي
تعالي صديقتي فعشقي اعتمر كالمطر بين شقوق العطش
صوت الحبيب هناك.... يعزف على أوتار الزمن، حلمنا الأزرق....
فأين هو الآن؟؟؟ شباك غرفته تتسرّب منه حروف كريستاليّة
ربّما يجلس في وجع الشعر أو ربّما يغنّي لامرأة بنفسجيّة
كل المراكب يا صديقتي، غرقتْ في قميصه
كل اللآلئ رُسمتْ على ربطة عنقه
كل البحار عادت بمَرجانه
وحدها "النتوتة" ترقص على ضفاف الزبرجد .
تعالي ..... لم ينته الحفلُ بعد... ربّما، نلتقي حين نفترقْ
الورقة الخامسة غادة
أتعلمين صديقتي أن الُحُب يدورُ حول نواة قلبي يُرمم ذلك الثقب الذي يحدثه الفَقد ، دعينا نرتب أوراقنا حيث لا يتطاير الدفء قشوراً جفت عن العطاء ، وحدهم المارون عبر مآقي الحنين يملؤون جيوبنا ورداً وحلوى وسماء من فرح ، تعالي يا صديقتي فأصابع حبي تبحث عن ملاذ بين كفيكِ ودعينا نهديهم موتاً حنوناً في سبيل حياة أجمل وأطهر ، لنُحلق : حيثُ السماء ستمتليء بنا ، حينها فقط ستنسى الجاذبية كل تضاريس الفقد والأوقات الحبلى بالضياع ، نهاية الحكايا يا صديقتي ضريرة البصر كما هو الحزن سوادٌ يغتال البياض في غفلة من : الفرح ، سيكون الحلمـ دوماً أجمل : بلا جدران ، ^ ولا : إعادة حين نهدي حزمة من / ضوء ،
آه يا تلك الليالــــــــي لو تعـــــــــــــــد
اهِ لـــــــو طيفك قد زار المنـــــــــــــاما
ربما نحن افترقــــــــنا سيـــــــــــــــدي
وغــدونا وسطَ بيــــــــــــــــداءٍ خيامـا
قـــــــدرٌ اوراقنا انْ تنــــــــــــــــــطوى
ما بأيدينا اذا أمســــــــــــتْ حطامـــــــا
الورقة الأولى غسّان
لك يا أمل :
ورقتي الأولى تنثال
في جسد الغرام
افتئادا
فهل تقبلين ودادها ؟
كل شيء كان قبلك
فراغا
حارت أسئلتي
حتى الثمالة
ذهولا
لكنها استكانت عندما
رست في مرفاك
افتتانا
حناياك المستهامة تلألأت
بضوء فؤادي المعنّى
في هيام علاك
خيالا
أفلا تصوغين قلادة
حباتها تنتظم الهوى
في سماك
هياما ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الورقة الثانية أمل
هانت عليك أيام ،،حبي ،، ونسيت
وتركت ذاك القلب الذي كان كالعصفور بين
يديك
تحمل منك البعد كثيراً وانتظر
ما طار بعيداً ظل واقفاً على شجرتك
ويرى ثمرك يتناثر هنا وهناك
تعلمت الحب على يديك
وقلت قلبي صغير لايسع حبك
دفنته في عباب الآرض
عصفت بك رياح العشق وابتعدت
وعصفتني أنا أيضاً رياحي وأخذتني
بعيداً أبيع الحب لمن لايعرفه
يقلبونه ذات اليمين وذات الشمال
ويقولون هذا الحب فات عليه زمن
حب قديم..........................
الورقة الثانية غسّان
هل دريت بحالي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أعانق فوانيس الظلام برهبة أبوح للبرق آهاتي المختلجة برغبة نعصفني أفانين الهيام بصعقة لكنني ..... : لا ، وألف لا ..... لكلّ الأبواب المتوارية وراء الأفئدة بومضة لقد لمحتك بين همسات النرجس ..... عيناك تومئان بسحر الهوى بلفتة تصرعين عواطف الفؤاد بلهفة توقّدا تشظّيا في بوحي المنثال بخفقةٍ ويلتاه !!!!!!!!!!!
الورقة الثالثة أمل أهـــــان عليك أن تحيا بلبـــــــي
وفـــــي عينيك قد أودعتُ حبـــي
هجرتُ القلبََ! كالعصفـــــور يغفو
علــــى كفيـكَ في بعدي وقربـــــي
علــــى اغصانِ حبكَ بات صبـــــاً
وشهُدكَ يرتمي للغــيرِ جنبــــــــي
تحملتُ البعـــــادَ علـــــــى انتظـارٍ
ووجهكَ راقـدٌ مــــــا بينَ هُدبـــــي
حملتكَ في الضلــــــــــوعِ لأنَ حبي
كبــيرٌ فوقَ مايحويــــــــــــــه قلبي
رياحُ العشقِ قد أظتكَ هجــــــــــــراً
وقـــادتني إلى أيام لعبــــــــــــــــي
أبيعُ الحبَ في سوقِ التمنــــــــــــي
وأحيــــــــــا بينَ أحزاني وتعبـــــي
يقول الناسُ ذا حبٍ قديــــــــــــــــــمٍ
أجل ضيعت ُ في ذكراكِ دربـــــــــــي
الورقة الثالثة غسّان
سيدتي :
طقوسك تتساوق في مسارب الجمال
بنغمة ملحمية
تقتحم المشاعر بلكنة لازوردية
في قصور مخملية
تنساب في وشاح القرون الوسطى
بعباءة مرمرية
اتركيني أعانِ اجتياح ثلج هواك
بلهفة أسطورية
أنت ،نعم أنت ، قادرة على اصطناعي
في جسد افتتانك
بلوعة مستقبلية
ازرعي فؤادك تويجا في ثغر قيثارتي
نجمة عذرية
تذكري لؤلؤتي :
هذا أنا خديج في رحم هواك
بنظرة دردرية
فهل تقبلينني قرنفلة
في باقة مشاعرك
الوردية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عذرا أيها القلب تحملتني وقسوت عليك أجبرتك على ما أنت عليه الآن فأرجو مغفرتك وصفحك وكم رجوتني على محبة رفضتها.. وندمتَ يا قلب!! على حب نرجسي توسلتني عليه.. فأبيت لا تلمني فقساوة الدنيا والفراق آلمتني.. وألهتني وصدتني عن معالم كينونتك.. ذلتني طيبتك وخفت عليك.. كفاك وكفاني حزمت أمري وتآمرت عليك .. كما تآمر الدهر والزمان علينا أرجوك اغفر لي سامحني فطالما أرسلت إليك أوامري .. فأنا عقلك!
الورقة الخامسة غسّان
تمنيت مرارا :
على أنغام الفالس أن ألقي أشرعتي
فوق سراب اللوعة أن أكون مترعا
بين أحضان الوداد أن أرمي شباكي
لتقتفي طريدة فؤاد استحال عاشقا مستهاما
ياسمينتي :
تعالي تلمّسي خفقان بتلاتي
حدّقي في خريطة هيامي
ابحثي في (أوقيانس ) مدامي
تنقّلي فوق تضاريس غرامي
تودّدي لتويجات سقامي
تري يمامة تسبح
تعربد
تنتفض
في عناقيد غار السهاد
تتربع أحشاء بل ردهات قلبي
تستوطن بيلسانه
فهل ......أنت ........ قادمة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أنا هنا !!!!!!!!!!!!!!