الأحد، 12 فبراير 2012

1 -شام وسلام الكردي


أوراق مسافرة عدد 1 الجميلين شام وسلام الكردي




هنا يلتقي مسافران على جناح الإبداع ملء حدود العاطفة في رحلة مشوّقة إلى أفق أرحب يأخذنا إلى أماكن أكثر اتّساعا من البحر.

هنا يسافران معا عبر مدى تغازله الحدود، ولا تأسره، هنا حيث المكان يعانق الزمان عبر أجنحة البوح المحلق في فضاء يتسع بكم.


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


أوراق مســــــــافرة

شام وسلام الكردي

ألف ألف ألف مبروووك

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي












نص / شام الكردي و سلام الكردي الفائز بجائزة اليوبيل الفضي








اعداد وتقديم / صادق حمزة منذر وسليمى السرايري





شـــــــــــــــــام

1-

ياسلام شاام

حين يضئ في داخلي مصباح الفكرة ، يتسلل الخدر من بين أنقاض الألم
وتتقافز على سلم أوجاعي الكلمات !
تتشبث بنتوء ضلع مكسور ،كما لو أني طوق مطاطي، فتطفو بي ..

وأنا أنا المصابة بالنسيان
وحمى الفوضى ، وأرق الأمل !
تتبعثر أفكاري .. على الجدران ، والمصابيح والزوايا .. وبين طيات قميصك تدس برأسها تحت غطاؤك ، تستلقي على وسادتك.. تستثير عاطفتي إليك.. بك !
أمد يدي إليها بلطف .. وفي وجنتيّ مساحة خاوية لسطور لا يغسلها الماء!



ســــــــــــــــــــــلام

2

وحين تتقافزين بذات الطفولة..ذات البراءة..ترتدين مئزركِ الصباحي..تقفين بين الجملة وما يليها.تحبين دائماً..أن تكوني كفاصلة لابد منها في نصوص مكتظة بك..

كثيراً ما كانت تراودني فكرة ما..تحثني على الكتابة..غير أن ظرف الرسالة..الممهور بدمنا..كان دائما ما يذكرني بأنه يحتل الصفحة الأولى في عيني, وأن عنواناً ما..سقط عن وجهه الأبيض ككفك ومائدة الصباح..

وأذكر..أذكر جيداً..أنك كثيراً ما كنتِ تحلمين..بإغفاءة قصيرة جداً..على كفي..تلحين في رغبتك اليومية,أن اكتب لي صباحاً..صباح يشبهني..يشبه حلمي الممتد عبر شرايينك والكون الدائر بي.



شـــــــــــــــــــــــــــــــــام

3-

أيها السلام.. حسنا أتقول "أني كثيراً ما كنت أحلم..بإغفاءة قصيرة"

هذا حلم آيل للسقوط، يقتنص لحظة إغفاء الرمش ..

ليطوف بي وغواية طيفك .. !
يغزل الأفكار سحابة مابين السماء وعينيك .. فأنسى العطش !
وأبحر بــ أتجاهك .. استعير منك بعضك ، وأشاركك نصفك الأخر
مقعدك ، قهوتك .. والسهر المتراكم على وجهك !
أتسكع على ضفاف الحلم العائم كـ البندقية
أنت تجدف بيد .. تطوقني بالثانية ..وبينهما يزهر الياسمين !

فكيف أنام يا سيدي.. والحلم عصفور ، يسكن أغصان الحنايا !

كيف .. الخلاص من فكرة تقبض على قلبي بقوة

كما يفعل أحدهم .. مع مقبض باب يعاند حريته!

أقسم لك .. هذه الإغفاءة المنشودة ، لم يعانق فيها الرمش .. الرمش !

ولازلت أفكر حتى اللحظة بجزيرة تطفو بمخيلتي

لم يكتشفها أحد .. قبلي ، فأمنحها أسمك !



ســــــــــــــــــــــــلام

4

مركب الأميرة..في شوارع البندقية,والرحلة المدونة على جدار الذاكرة,

و الغيمة المنتظرة لكفيّ يتوسلان لها أن تجود بك, منذ الأزل..

ترتيب الشرفة ..والإقامة الجبرية لليمونة تحت مقصلة الكتابة..

تردد الصباح ..واغترار الديك بالوقوف أمام بابك غرفتك في بيتنا الريفي القديم..

الترانيم الافتراضية على لسان الجدة..

الحقل الصغير..

والقبرة المرتاحة في حضن الجوز.

وست فراشات من غزة..تطفن حول رأسي الصغير..تلاحقن فكرة ما..تخبؤ في ذاكرتي..

وأنتِ..

ووردة بيضاء فقدت نصف وريقاتها في ليلة شتائية باردة..

كل هذا وأكثر..هو ما يلزمني لأكتب إليك رسالة قصيرة جداً..




شـــــــــــــــــــــــــــام



5

أيها الظل.. تذُكر غزة ، آه غزة سجدة السهو في جبين أمة

أيها الظل اغرق رسالتك بالليل .. الليل محبرة !

أنا وأنت .. مسافران نحشو باللغة الخيال

نخلق من الفكرة "ساراسواتي "*.. لا نعبده ، لا نأكله !

أيها الظل .. أيا عراف الكلمات !

أتبع أثرك .. والرمل ذاكرة القوافل !

حرفك الثريا !

حرفك دليل لا يضيعني ، ولا أخونه .

أدس يدي في السماء..

أصطاد الخلود !

ينفرط عقد النجوم

وتنضج الكتابة !


ســـــــــــــــــــــــــلام

6

حاولت أيتهاالصغيرة
ألا أغمس قلمي في محبرة الليل هذا المساء..
لأني اّثرت الكتابة في الوطن..
وأنتِ تعلمين ..أني ومنذ أكثر من منطقي أحاول لا أكتب إلابحبر السواد في عينيكِ


لأتمكن من العودة إلى نهاراتي المشمسة هناك..

على أرض تضرجت يدها بدم الريح..
من عجب عجاب..أن تغوص يدي في سواد ليل شعرك الممتد من أعلى نقطة في القمر..حتى قطرة في شراييني..ولا أخرج بأقل من الضوء!!

وتلتقطني هناك..فكرة..فكرة الكتابة مجدداً..

لتعودي كما كنت دوماً..

الفاصلة..والنقطة..والحرف والجملة والصورة والتعبير وكل اللغة العربية..

عذراً لأني لم أرافقك رحلة التبرج على سن قلم

لا يغمرني بالحبر

ولم تنفلت مني الكلمات..

ولم أشتهي الكتابة إلى على وجهك الصباحي

..



شــــــــــــــــــــــــام


7

ناديتك يا سلام شام ، ويا ظل السلام !

أ تقول أنك تشتهي الكتابة على وجهي الصباحي ؟!

يا زهر اللوز وأشهى !

وجهي الصباحي صفحتك .. اكتبني

يا زهر اللوز وأشهى !

افترش سطري ممتد البياض

أرسم .. الألف نخلة !

عذق لي ، وعذق للقافية !

أحقن شرياني بحبرك

أفكاري فقيرة الدم

أكتبني ياسمينة

ابتاعت الربيع .. من دمك !

أغرس في فم الورقة اسمي .. لنتبادل نخب الأفكار!

فكرة .. فكرة !

تتكاثر قبيلة لغتي ، فلا ينطفئ الحرف ولا يجئ ياء .. !





ســـــــــــــــــــــــلام


8

أحب أن أكتب رسائل إليك..فأبدو مالحا أحياناً وأكتب رسالة بطعمي..مالحة جداً..وأتساءل,عن المقاعد..كيف لها أن تطلق الصرير في الغرفة المحاذية لمحل إقامتنا في ذلك الصباح الرمادي,وتقض مضجع الحلم الجميل ,بينما هي ثابتتة في مكانها لم يحركها أحد قط؟!

ولماذا ينبغي علي ألا أفهم سر تعاستك في الصباح عينه,بينما كنت لا أغادرك للحظة,أحاول أن أتجاهل قبحي حين أغضب,واسرح في حل مسائل الرياضيات,وبعض مشاكل الكهرباء والقوانين في الفيزياء والكيمياء,وأعلق على دخان يتصاعد من سيجارتي, بينما أحسبه أن عليه أن يتهاوى نحو الأرض,كروحي المتساقطة من أعلاك حتى أعمق نقطة فيكِِ ,أو في الكون بأكمله ,لافرق..؟..وأؤكد..

وقد أكون حامضاً..وأكتب لك رسالة بطعمي مرة أخرى..وتبدو حامضة جداً..

أهذي..بين قصة..وخاطرة..وتعليقاً شديد اللهجة..وأكتشف فيما بعد,أن عليّ أن أكف يدي عن جرحي,وأن أتوقف عن هذا الجنون,ولا أنسى حديث يدك إلى ملعقة السكر..

أهي اللغة؟

أم أن في الأمر ما يربك؟

مقصلة الكتابة لا تكف تلاحقني عند كل سطر..

~~~~~~~~~~~~~~~

شــــــــــــــــــــــام


9

أتهذي بالرسالة الحامضة .. يا سماء شام ؟

تأملني

هـــاأنا أرتب مشاهد الصباح

قهوة ، وعيناك ، و رسالتك !

أتـأملك

هـاأنت ترتب .. سطور الرسالة

حرف ، أغنية ، ياسمينة!

تتكوم أعقاب سجائرك في لهيب الصمت ، وتثقل ساعد الفكرة بخدك المضيء !

صرير القلم يعزف ابتهال فيروز " كيفك أنتا " !

تتسلق أغصان الربيع .. لعلك تقطفني وتختم جبيني

بـ زرقة الحبر في أصبعك !

تشي للظلال بحنينك ، وللمطر أن يزور نافذتي

ولفيروز بــأن تعيد "الكوبليه" !

تقف على أصابع اللغة لتقبل صباحي !

تزهر الرسالة وردة تغمسها في كأسي !



ســـــــــــــــــــــــــلام

10

فيروز..

والنافذة المهشمة لا تسمح للشمس أن تتسلل إلى غرفتنا الملائكية,إلا عبر كلمات رسالة كتبناها معاً..رسالة للشمس ربما..

للريح

للبحر..

للسماء..للناس..رسالة في الحب..

كتبناها معاً..على زجاج أطلقنا عليه الكثير من بخار فمنا وانتهكنا حرمة البحر في داخلنا..

فيروز..أطلقت للشمس العنان لتتوهج من بين الكلمات..تبدو..وكأن رسالة كتبت بضوء الشمس..

أعادت للشاب اليافع المشاكس..عقداً من زهر الليمون,علقه في نحر طفلة,وابتسم..ليكتب لها قصيدة

قصيدة غزلية.




شام...سلام
محلّقان على :

أوراق مســــــــافرة





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق