الورقة الرابعة
دعوتُ ضيوفا ...
لم تسعهم غرفتي عددا
ولا وسع النوال جمعنا.
ظمئنا جميعنا،
وجال دبيب الجوع يلوي هاماتنا
فرفعنا أكفّ الضراعة للسماءْ
أن توسّع بيتنا ... أن ترحم فقرنا.
...أطل الشتاءُ
يجرُّ عربات الزّمهرير تباعا،
رفَضَتْ ملاءتي أن تحضن غيري...
وتمرّدتْ كسرة الخبز،
تأبى القسمة على أكثر من الواحد الصحيح.
أمّا العليل فأرخى عليّ أنّاته
تلسع جدران شرايني الصدئهْ
وتقلق جوعي في مكامنهِ
وتقاسمتْ أشلاء جيوبي خيوط الكهرباء!
لست أدري مَنْ مِنْ ضيوفي تسوّلْ
فأطعمني كسرة عمّدها بماء وجهه.
وسقاني لبنا ممزوجا بدم الكرامهْ
ورفعتُ كفَّ الضراعة للسماء
لتوسع رزقنا...
غير أني عدت لألعن قيد دماغي
أنا من قررت،
أنا من تلذذ طريق الضيوف
أنا من كسر القواعد
حتى سقط السقف على أكثر من الواحد الصحيح
برّر الجهل هزيمتي
وناصرتني أعواد الأعراف الهزيلهْ
أصوات بداخلي تهتف بحياتي
كما يحتفى بالأبطالْ
فضربت خيمة التفاخر بممر السيل
حيث لا يجرؤ العاقلون أن يقيموا مبنى
لخمّ الدجاج.
عائشة
الورقة الرابعة
آه ام الربيب لاتأسفي
لغدر الزمان لطالما
روعوك وأرهبوك كأنما
أرادوك جمادا ملثما
فقتلوك ونهشوا
لحمك المحرما
حبيبتي اكسري القيود
اقتلي هذا الحلم اللدود
نادي الخيال عله علينا يجود
بالعلم ، بالحرية ،بالنقود
حبيبتي يارفيقة الدرب
ياخلود
ضمي الوليد إلى الوليد
واسبحي في نهر الهوى
دون حدود
وعانقي الرقاب الشامخات
وقبلي القيود
وقبلي القيود
محمد
الورقة الخامسة
لاتُوقِظِيها!
لَبِسَتْ حُروفِي يَقْظَتِي وَسُباتِي وَاحْتَلَّني عِشْقٌ بِذي الشُّرُفاتِ
فَأَقَمْتُ بَيْنَ زُهورِهَا مُتَأَمِّلاً أَلْوانَ طَيْفٍ رَائِعِ الرَّقَصاتِ
إنّا هُنَا دِيَمٌ تُقاطِرُها الرُّوءَى في سَيْلِ شَدْوٍ سَاحِرِ النَّغَماتِ
نَبْكي وَنَضْحَكُ وَالتَّوَجُّعُ صَامِتٌ يُخْفي الصَّدَى في صَرْخَةِ الْكَلِمَاتِ
ضَجَّتْ قَوَافِي الْبَوْحِ بَيْنَ جَوَانِحِي فَتَكَلَّمَتْ في مَحْجري عَبَرَاتي
أمتيّمٌ؟ قالتْ، فَفَضَّ سُؤالُها حُجُبَ التَّنَهُّدِ فَاضِحِ الْحَسَرَاتِ
لاتوقظيها! قلتُ، نار مواجع خمدتْ وراء تعاقب الهفوات
كم زورقٍ أنقدتُ من لجج الهوى وألنتُ حدّةَ جامحٍ بفتاةِ!
تشدو لطيفِ الذّّكريات قصائدي وأَعومُ في لحظاتهِ العطراتِ
فيهزني شوق الهمام لعزّة أخفى معالمَها أخو اللعنات
لاموا على الشعر اتساق عموده فنظمته فخراً بذي الحسناتِ
ورسمت بالكلمات مثل سطورهم لو قارنوا عشراتهم بمئاتي
وهزمت يأس القانطين بأحرفٍ زَرَعَتْ بذور الفجر في العتمات
فوجدت في حبي وصدق مشاعري سندا يبدد وحشة الطرقات
ومشيت وحدي في الفلاة مغرّدا لحنالحبك جرسه؛ خطواتي
طافت رؤى الذكرى بسالف عهدنا في أنجم بالأنس مؤتلقات
إذْ تنشرين طقوس حبك في الربى ورداً يهيم بخضرة الورقات
رقّ الهوى فركبتِ متنَ فراشةٍ ورشفْتِ عِبقاً منْ شذى الزهرات
وانساب ذاك السلسبيل بخاطري طيباَ من الريحان والنسمات
لكنّ وهْم الروحِ يُذْهبُ هَمَّها وتعود تخنق يقظتي هَمَساتي
ديمٌ على ديمٍ تحطُّ رحالها في جدول المأسور من دمعاتي
فيبوح قلبي للقلوب همومه وتذوب في برحائه كلماتي
سيظل حبك يستفزّ قريحتي لتفوزَ لحظةَ ميتتي بَسَماتي
حتى إذا شلّ الحِمام لسانها باحتْ بمعنى اللفظِ في النظرات
عائشة
الورقة الخامسة
من حروف اسمك كتبت اسما ومن نغمات حبك رسمت رسما
ومن آهاتك ارتشفت هوى ونغما
آه حبيبي
يارفيق دربي
يا أملي
ويا أسمى حبي
تئن جراحي الثلمى
وتصرخ عروقي فتدمى
وينبض قلبي
حبا وندما
حبيبي
فراقك لوعة نار
وهجرك وخز إبر
فيا لوعتي
مابال الزمان قد غدر
لاتحسب أن حبي
مجرد سفور في سفر
أنا ريحانة تهوى
رآك
تهوى النظر
حبيبي سكوتي لعنة في وجه القدر
وسهادي ترسمه أخاديدك أيام السهر
حبيبي لاتدعني لاتذر
فعشقك أواه في قلبي
كالدرر
حبيبي هل تعرف من أكون
أنا قمر جلاه السكون
فلا آنا طفل
ولا أنا جنون
فلا تفارق محياي
وروحي
وجسدي
فتأكله السنون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق