حقي أن أكون حرا
.......الورقة الأولى : سميرة ابراهيم ........
أترنح في شِراك غروبكَ وشروقكَ ..أكابر وأنا غارقة أتخبط في أمواج الانتظار، أبحث فيك عن بلسم لجناحي المكسور .. انقطعت أنفاسي وأنا أناديك ..ألا تسمعني وأنا السائرة معك جنبا إلى جنب ؟ رُكّابك تعلو أصواتهم.. أسمع نداءاتهم التي تقطع أوصالي، أما آهاتي فلا يسمعها غيري ..أتلومني كما يلومونني على سكوني وقلة حيلتي ؟ هي ذي أزقتي التي بَهُت عهدها دون خطاك .. إني أنظر السماء وألتمس منها ريحا تبث الروح في أجنحتي فأطيـــــــر .. أطيـــــــــر.. أطير حيث أنت، لأسامر أشرعتك.
الورقة الأولى - توفيق صغير :
غريب أمرك يا مكابرة، تزعمين ولاء لدأبنا فأحلــم.. أحلم .. أحلم باقتراف القطاف الجميل، وأرفل كما المحارب الأشم في طقوس الظفـر... لكنك تضمرين ثمنا لملهاتنا ... ألا تنتظرينني - كما وعدت - على الربوة ؟؟ .. أما كفيتك حزما للحقائب ولهثا ؟؟ .. ترفقي بي ناظرتي، ولا تشيحي بعيدا بناظرك .. ظلي بمحرابك واخفضي لي من الضوء ما يحيل بيني وبين شعث الطريق فركابي كثر وأنا المطية سرا وجهرا ... بثي أنفاسك على أشرعتي فمنك المد والجزر.
......الورقة الثانية : سميرة ابراهيم ......
ألا ترى معي رباطنا الموثق منذ الأزل يا خل ؟. نشْتركُ معا في ميلاد لوحة نثرنا عليها من ألوان قلوبنا ولم ننهها بعد.. على شاطئي لَمَعْتَ شمساً تزيدني دفئا ورونقا.. أتذكر كلماتك التي أنارت دربهم ؟ .. ألست مَن سقاهم هوسا بعرشي و علَّمهم كيف تـُشَدُّ الرحالُ والقوافلُ ؟.. ألم يكن حريًّا بك أن تشد من أزري لأمنحك أمانا.. يا من منحتك روحي، عِدْني أن تهدم السدود من حولي وتحارب الأيدي التي تخنقني والتي تحاول انتشالي من بين ذراعيك..
الورقة الثانية : توفيق صغير :
أواه فاتنتي، ما زلت تكابرين طالما ظلت دواليك تروي السماء ... ما زلت تهتكين أواصري وأنا سميُّك، تشقق علي الأصوات من حولي وعلى متني، وتفتك بي سياط الناهضين بي إليك .. كم هم مصرون في نفرتكم هؤلاء القوم .. ألا يكفيك أنهم يلهجون برباطنا الوثيق ؟؟ فما ذكرتُ إلا ذكرتِ .. تعالي نقضي لهم وطرا ونصنع لهم فيئا يحمينا ويحميهم ... تعالي نخضب شاطئهم بحناء الخمائل ونعرُسُ بهم وإليهم ...
......الورقة الثالثة : سميرة ابراهيم .....
يمامةً كنتُ أختالُ بين الصقور، أرتجي نظرةً منك يا حارسي الأمين، أخبئ ضعفي المشهودَ على مرايا عينيك الشفافتين ، أنا من تراقصتُ على أنغامك فرَمَتْ بي بين أشلاءٍ ترنو إليك ... تعال أهديك عَضُدًا يجمعهُم ويُؤازرُهم، ودعهم يُقِرُّون من منا يتأسَّوْنَ به..
الورقة الثالثة :- توفيق صغير :
بلى يا صنوي ... كنت أضمر ذلك وأتمثله واقعا، ألم تسبح كلماتي في نضارة شمسك ؟ خلتك تذكرين أني الماهية وأنت الإطار، كفرت بالأسمال التي تحجبني عنك، وتوسلت القوم أن لا يكتموا ولعهم بك وأن يحملوني إليك، أرأيت كيف أحملهم أنا ؟ فلا تتمردي في وجهي ولا تصلبيني. كنت دوما كالشجرة التي تطرب لبوح الرياح، فاجعليني ريحك واحمليني جذعا.
........الورقة الرابعة : سميرة ابراهيم ........
سأفعل ولكن بشرط ... أن تتَّشِحَ ببياضِكَ وتلون العالم من حولنا بكل الألوان حتى لا أتوهَ بين نمطية الأغصان ؟ لا تفلت يدي لأني أخشى عليَّ من فوضى الطبَاع ... أضيع بين مفاهيم الجواز، فأجيز لنفسي الاستمتاع حدَّ الجنون.. وأنا المجنونة بك .. ألاقيك سرا وعلنا أتوق أن نقترن في دروب السِّياقاتِ، ونسْتسْقِي منْ عطشٍ ثم نُوَثِّقُ مفاهيمَ تبني أوطانا من الأمل...
الورقة الرابعة: توفيق صغير :
لا تتعجليني، بل قفي ردها أمام المعبد وارحمي خاصتي ... صليني بمنامك وبأسفارك ولا تزاوري عند موعدنا، فكلما اقتربت منك خف الحمل وزال الوجع وضاق البون واتسعت حدقتاي حتى أكاد أراك فيهما... لا شك تعلمين من يقضم أظافري كلما تقدمت خطوة منك.. لا شك تشفقين على قلة حيلتي أمامهم... كفريهم إذا وخلصيني لأخلصك.
........الورقة الخامسة : سميرة ابراهيم .........
أيا صاحبي، هناك، حيث أنت.. أغلالٌ تسكن أذهانهم.. تمنعني من التحليق لأعيش بين الجمال والأمان و السعادة .. نظرات الندامى تُعيق ارتوائي من معين عطائك ، تكبل إرادتي ، أتخبط في سيري إليك ..تدمرني .. فتدمرهم .. يستفزونك لتُثْبطَ عزائمي المُتجددة، دأبوا على قص أجنحة لم يُكتبْ لها أن تنساب زهوًا، عويلهُم وصراخهُم يتعالى عَلَّهُم يُسْكِتُوا صوتك الهامس في مِهادهم .. اخرج من ستار مسرحياتك فقد آن الأوان لتُطرِّزَ لحاَفَ إنقاذي من قلاعي حتى يترددَ صوتك في جوفي فيملأه بِطَنِينِ الاستفاقة من سباتي اليائس ..
الورقة الخامسة : توفيق صغير :
رضاب المرقاة إليك يستفزني، وشغفي بفجرك يضخ النور في أعماقي .. تعالي نثمل على أنخاب المفاهيم المبهمة ونأتـزر عباءة واحدة .. سنعيق ظالمينا على قصف طقوسنا ونجدد الصروح للسمار والعاشقين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق