الأحد، 19 فبراير 2012

31 -عواطف كريمي و جعفر حيدر


المقدّمـــة بقلم:




صادق حمزة منذر و سليمى السرايري





أكثرُ من أمنية

تقف في حلق السر

ولكنها تتهاوى

نحو مغاو ر الحلم الأبكم

وتُشرق ثانيةً

من قطرات الجليد

ومضةً نائمةً

تحت جلد الطيف المسحو ر

هناك يتوقف تائهان

ويعترفان

أن أصعب الأماني

قول أخير

تنهارُ بعده الكلمات

يتسلّقان احلامَهُما

ثم يختفيان في السحاب

صو ر كريستاليّة

قرنفل يفرّ من الزمن إليهما

نافذةٌ نصفُ مفتوحة للعصافير


وفي كف أو راق السفر


نبتت صفصافة


هنا الان نجمتان لؤلؤيتان

دفء بلون الدموع


فرح بريّ يصّاعد من العمق

*******




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




من هنا سيطل علينا فارسان جديدان ..

الأديبة الشاعرة:
عواطف كريمي


الأديب الشاعر :
جعفر حيدر






عواطف كريمي
الورقة الأولى



بصمت صار يشقيني..
وحزن صرت أقرأه عميقا إذ يناديني
أهذا أنت تهتف بي..؟
أم الأوهام تقتلني وتحييني
أجبني أيّها الحلم
فطيفك عاد يشقيني
وهات يديك مدّهما
وجفّف دمعها عيني
عجبت لصدك القاسي
فساعدني .. وداريني
ووشوش تحتها أذني..أحبّك ...ذاك يكفيني
ووسّد رأسك المجهد
على صدري يدفّيني
وبدّد ما يحيك الظن ما بالظنّ تكسبني
وما بالشكّ تدنيني
أحبّك فوق ما احتملته أبياتي دواويني
فآلامي تمزّقني
وحبّك في دمي يسري
غزيرا في شراييني
أروم الفهم لكنْ ما قواميسيَِ تكفّيني..
أحبّك رغم أطوار
غدت في الروح تؤذيني
تكلّم..يا منى قلبي
فهذا الصمت يكويني




جعفر حيدر
الورقة الأولى


حملتُكِ أمسِ فانفجرتْ
شفاهُ الصمتِ في عشقي
وفجّرَ صمتُك المفتونُ
كلَّ الحبِّ في ذاتي
وصار الصمتُ طوفانا على شفتيك
أغرق حزنَك المعجونَ بالأحلام
والأزهارِ
والعشبِ المعربشِ فوق صدرِ قصيدتي
أحلامَ آهاتي
وها أنا ذا
ألملم حزنَ عينيكِ الرقيقةِ
أزرعُ الأحزانَ في الأشعارِ
في كلماتِ أبياتي
وأدفن نصفَ عمري فوقَ صدرك
أقرأ الدنيا هناك
يزيدني عشقا



عواطف كريمي
الورقة الثانية


عُدنا، وعَاد الدهرُ ينبضُ بالأملْ
وتفتّحَ الآتِي،
كمَا تَرنُو الشّفاهُ إلَى القُبلْ
لا غصّة في الحلقِ،
لا عين تودّعُ بالدموعِ، من إرتحلْ
قلنا بأنّا لن نعودَ إلى الغرام،
إلى الحنينِ، أو الغزلْ
قُلنَا بأنّ بنفسجَ الأشواقِ فينَا قد ذبُلْ
آهٍ وكم قلنا وقلنا نجمُ فرحتنا أفلْ
عُدنا وعَاد الليلُ..
ينكأُ منْ جِراحِ ما انْدَملْ
وَظَللْتُ أَرْقُبُ نَظْرَةً العينينِ
أسْألُهَا الأَمَانَ .. وما سألْ
حتّى إذَا ألْقَى السَّلاَمَ وجدتني،
فِي مُقْلَتَيْهِ..
فجَاشَ شَوْقِيَ واشْتَعَلْ



جعفر حيدر
الورقة الثانية

أهلا بعودتِك الرقيقةِ
حين تسبحُ روحُك العذراءُ
مثلَ الوحي..
تسبحُ في مسافاتي...
وتسكر من دمي
أهلا بعشقِك بالغرامِ
بجرحِك المعجونِ من جرحي
بليلِك حين يهجمُ
يستبيحً الليلَ في روحي
فآخذُ عريَك المجنون
أنسجه رداءً للحياةِ
وبوحَ عشقِ للغرامِ المغرم
أهلا بحسنِك يشتهي شعري..
ويخترعُ الصَّبابَة في
مساحاتِ التّشّهي
حين تنسلين في وجعي
وتستلين روحي
وردةً عذراءَ من لهبِ الغرام
وتعلنينَ لكلّ ورداتِ المحبة
أنّ نجماً راح يضحك
من خيال الأنجم
عسلٌ شفاهُك
أشتهي عسلا توهّجَ
قبل أن
تستيقظ الأحلام
مثل شفاهِكِ العذراءِ تغرقُ في فميِ
أهلا بعودتِك الرقيقةِ
بالحروفِ تسيلُ في جسدي
وأنتِ تلملمين
الحب عن جسدي
وتختالين
وردا صارَ يشربُ من دمي



عواطف كريمي
الورقة الثالثة


أفنيت في مرّ هواك فصولي****وعشقت فيك مواجعي و هطولي
وكتمت حبّك في حنايا أضلعي****حتّى تبدّى للعيان ذبولي
فسننت سيف القهر تقطعني به****وتبيح للغربان رطب نخيلي
ظلم على ظلم وهجرك قاتل****فإحذر إذا هاجت عليك سيولي
ورأيت جنات المحبّة بلقعا****وأتاك شوك ورودهن رسولي
فإرحل بقلبك لاتغامر سيدي****الرعب حلّ وداهمتك خيولي
أنا واحة والباسقات جمالها****والعشب يغبط كبرياء نخيلي
أنا جنّة بعبيرها وطيورها ****بالنسمة الفيحاء بين حقولي
أنا غيمة، تشتاق دهرا طلّها****عدّى الزمان وما رأيت هطولي
وأظل فارسة القلوب وفي الوغى****ستذوق في يوم الصهيل صهيلي



جعفر حيدر
الورقة الثالثة
عبق صهيلك .. والزمان زماني
يا واحة للعشـــــــق ملء كياني
لا تكتمي عشقي ... نحولك كله
شكوى الغرام ... فعانقي أحزاني
العشق ظلم للنفوس .. وأنت في
روحي ظلال الظلم والغفران
أنا غيمة للحب تنشر روحها
مطرا يبلل زهرة الفنان
غصن الجمال على عيونك رائع
فلتغمري بالعشق كل حناني
أنا والغصون لورد صدرك موسم
لا تكسري وعدي على أغصاني
أنا في عيونك ظل عشق دائم
وهما على الأشعار كل بياني
عيناك تخترقان كل مواجــعي
كالســـيف تخترقان كل كياني
لو جاء شوك من ورودك ... مرة
لزرعت شوك الورود ملء بناني
عيناك فارسة القلوب ... وسرها
وأنا كسرِّ الحبِّ ... والإعلان
أذني أنا للحن تعشق مثلما
عينيّ تعشق رائع الألوان



عواطف كريمي
الورقة الثالثة


دروب العشق محمومة
ترجّى يوم عودتك
حنايا القلب مكلومة
تمنّى يوم صحوتك
وغابت في مسافاتي
لحون البوح يا وجعي
متى ألقاك يا أملا
فتسقينا وترعانا
مسوحا يغسل الأدران
من أثواب لقيانا
ويشطف ما يدنسها
فقد ساءت نوايانا
فنبني من براءتنا
لعرش العشق بنيانا
ولا هم بدنيانا



جعفر حيدر
الورقة الرابعة


سأفتح درب عشقك
أفتح الدنيا على عينيك
آخذ وجد أيامي وأحلامي
وأرمي معجزات الكون في عينيك
أفتح درب لقيانا
فلا .. لا تحزني
هزي إليك بجذع عشقي
وارحمي وجدي أنا
فالعشق يفتح
ما يشاء الحلم
عشقي من حنان الشرق
يسّاقط علي عينيك
يسّاقط على عيني
يحضننا ويرعانا
تعالي ... قد نذرت العمر للقيا
تعالي قد فتحت الشرق للقيا
وطرت على جناح الريح
جئتك حاملي وجعي على قلبي
وكان البحر يرمقني
وضوء الشمس يحملني
إلى عينيك
كان الموج يغمرني
وأنت معي
فيرمقنا ويلقانا
تعالي
إن ورد الحب
يزرع عطره المعشوق
في غالي حنايانا



عواطف كريمي
الورقة الخامسة



أحنّ إليك

وأشتاق ظمأى
إلى نظرة حالمه

تحطّ برفق
على غصن قلبي
حمامة سلم
تمهّد للبسمة الدائمه

أبوح
بأسرار أحلاميَ المشتهاة
إلى طيف خطوتك القادمه

وأنثر سحر الفراشات
كالأغنيات
وأقطف زهر اندهاشيَ
من لون أزهارك الباسمه

وما زلت أحمل
ما خط ليل جنوني
ومجنون ليلي
على صفحتي الصائمه

وقد كان قلبي
يصدّ الغزاة
فمالي أراه
على وقع غزوك
يشدو
ويهفو
إلى غارة عارمه


فهات يديك
ولا تتردّد
حبيبي ..َ فاسجد
تعبّد
تهجّد
ودعنا نعود بفاكهة ليلة.. حالمه


هو الوصل في الحلم أشهى
أرى طيفك الآن
سحرك
بعضك..كلّك
حين أتيت على صهوة الشوق
تنعش أزهاريَ النائمه

وفي قبضة العشق والانصهار
صرختُ: تمهّل..!
ودعني أراك..
فما زلت ظمأى
وما زلت عاشقة هائمه





جعفر حيدر
الورقة الخامسة



هنا يشهق العشق
يظمأ مثلي أنا
ومثل فؤادي الموشى بعينيك
حين تلون وهج الزمان
وتفتح لي وهج بوح المواسم
للموعد القادم
هنا يبدأ الشعر دورته
في رحيق الفؤاد
ويكتب روحك في سره
وهو يحلم كيف يناجيك
يحلم كيف يمارس فيك طقوس الكلام
وينشر للريح من حلمه الناعم ... الناعم
هنا يسكر الوهج منك
طليقا بهيا
وينسكب النور في وردة العشق
هاتي رحيقك
هاتي عيونك
هاتي بهاءك
يقطر من عطرك الحالم
هنا يتشهى رحيق القصيدة
أعماره
ويفتتح الحرف آلاءه
وأنشد صوتك
من موعد للغيوب على درة القادم ... القادم
مع الفجر يا دفقة الأمنيات
أضمك
أفتح صدري لصدرك
أغرز قلبي بقلبك
أغرز قلبك في وهج قلبي
وأفتح للشمس منك
مواسم وهج
من العاشق الدائم
أنا العشق
مهما تناءت عيوني
الحزينة عنك
على سحرك العائم
أنا الحلم
مهما تناهى الزمان
الموشى لديك
على حلمك الغائم
أنا القادم المستحم بروحك
في كل حين
على بوحك الناعم
سآتيك .. والوصل يحلم
ليلا نهارا ... وفي كل وقت
وليتك تأتين يوما
وليتك تفتتحين زماني بعينيك
ضمي عيوني لصدرك
ضمي بهاء الزمان إليك
لعلي مع الوصل نصبح صنوان
من هائم بالغرام بعينيك
يحلم بالهائم



عواطف كريمي
الورقة السادسة

يحلّ شتاءالحياة سريعا
وينساب بردا يدمّر
ما قد بنينا
فلا تبتئس...ياحبيبي
لأنّ الفراق وإن كان مرّا
يظّل حبيبيَ طوق النجاة لدينا
ومن ثم قد نعرف الحب نارا
وننسى غراما سقانا المرار
وإن كان ذكرى تعزّ علينا
فلا تبتئس يا حبيبي...
وضمّ سرابي قسرا إليك
لأذكر أنّك كنت الحنان لعمري
وأنّي كنت الأمان لديك
وأن هوانا بليل كئيب
تحوّل رمزا رعى مقلتينا
فصرنا نرى الحبّ جرحا
ونمقت في الجرح عمقا
عليه التقينا
فلا تبتئس...
وخذني إليك..وضم سرابي تحت المطر
فبعد الشتاء يعود الربيع
ويمضي العمر
ونمضي بعيدا .. بعيدا
ونغدو أثر
ولن يذكر الحبّ كم كنت مثلي
تحبّ المطر
ولن يذكر الليل كم كنتُ أهوى
رياح الشتاء .. تهزّ الشجر
ولن نتذكر أنّا حلمنا كثيرا..
ولم نجن غير حطام القدر




جعفر حيدر
الورقة السادسة


تجيء الشموس لترشف من حبنا وهجها
ويبتهج الصيف للحب
تأتين للبحر
يشتعل الماء بالعشق
تلقين فيه بهاءك
كي يتوهج موج البحار
وتلقي الطبيعة أوراقها في الخريف
كقربان عشق إليك
وتصفر من خجل من بهائك
ترفع قبعة الريح
تصبح كل الرياح مدار
ويأتي الربيع الذي نام خلف الشتاء
تربص في عبه
كي يتلصلص
وهو بعينيه يسترق الهمس في ناهديك
ويفتح آفاقه خضرة عذبة
كي يناسب بعض بهائك
ليل نهار
فلا تقلقي من شتاء أتانا
فنحن رحيق الشتاء
وفاكهة العمر يا حلوتي
لا تنادي الزمان
فأنت الزمان
ولا تخجلي من بهاء المكان وأنت المكان
وأنت الرحيق وأنت البريق
وأنت اشتهاء الفصول
بما تحتويه
وأنت اشتهاء المدى والمحار
 

















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق