الاثنين، 13 فبراير 2012

12 سميرة ابراهيم و خالد العياري


بقلم سليمى السرايري



على يقين دائم ٍ أن الجمال لا ينبع إلا من النفوس المليئة بالجمال والنبل
قدر الشعراء كقدر الشموع يحترقون ليشعّوا في عتمات كثيرة نمرّ بها
يظل الشعر اشراقة الوجدان في عصر رافض للقيم
الشعر قطرة ضوء،
ارتشافة من أعماق البواطن..

هنا تهمس أميرة الكلمات، عشقا يمتدد في الزرقة
تشعل المكان لوزا و وردا وتمضي في المسافات مبللة بالندى والمطر

وفي الطرف الآخر من الحكايا، شاعر يدخل بنا مناطق الجمال و وجع الانتظار
يشمّ الأحلام قبل رؤيتها يفتح طريقا جديدة للجنون والحب والمرايا.



فالكتابة كالحب توسّعُ مسافات الجمال
نغوص في روعتها عمقا ، توجعا، و فرحا


نكتب دائما بذاكرة الروح

نكتب برائحة التعب والقلق والقبلات الحالمة بشيئ ما
نبتكر قصورا بين البحر والسماء

ونحزن كثيرا حين نرى الزهرة ، قبرا
والشجرة ، رمادا

حين تفقد الأشياء قيمتها
وندخل مناطق الخوف والياس من هروب الكلمة وموت الحرف فينا


وحدها تلك اللغة تشدّنا
وحدها تلك اللغة تتنفسنا ونتنفسها
نموتُ لنولدَ فيها



وكما تعوّدنا دائما أيّها الاخوة الأفاضل،

نرحل الليلة مع ورقة
مغروسة على صخرة لم تفتتها الرياح
ورقة تعرف جيّدا متى تفتح يديها للعاصفة


مع شاعر له ألفُ وردة
يدخل مدن الأميرة ،
يصلّي لعينيها
ثم
يغفو
على كفّ القصيدة




*****


فارسا هذه الحلقة
..

يمضيان معا كغمامة عاشقة،
يعانقان حبّات بلون الفجر


لا أنيس يرافقهما سوى :

طائر السلام
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

من هنا سيطل علينا فارسان جديدان ..

فـــــي :



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


الشاعرة الجميلة :
سميرة إبراهيم

و

الشاعر الأنيق
خالد العياري



سفر في مسافات الصمت


سميرة

أنا صمت صارخ بالصخب ..
في فلكي ،يدور ألف سؤال .. وا عجب...
ألامس قمرا في ربيعه شحب، وفي صيفه انتحب..
أجوب شاطئا مثقلا بالحكايات والأمنيات بعدد حبيبات رمال من ذهب..
أجدادي تركوا حكمة مسطرة على أسوار عجائب المدائن ..
قالوا أن الصمت من ذهب..
اكتشفت أنني التقيت وذرات الرمال ..فتراشقنا بحقائق الأغراب ،في عالم الغرائب..
وشوشات الأسرار تلاحقني من صفحة الذكرى إلى صفحات الألم ، إلى النوايا الخفية للورى ، إلى براءة طفلة تتبلور آمالها على شاشة براقة تلمع خلف الظلام بعدما سئمت فلكها الصاخب بتساؤلات المعقول والمحال ..
استفاقت يوما على هاتف داعي يجوب أركانها الهادئة ..يتلاشى واقعها الصامت ليحل محله واقع الصخب ..تداعب بتثاقل لوحة الأزرار في تردد..تناجي أناملها علها تصيبه بالخرس ولو مؤقتا ..







خالد


وكنتِ بلون تلك السماء التي تحاصرك كلما صرخ الامعقول في حلكة المسافة
لماذا يا صغيرتي تخفين الدموع خلف هذا الصمت؟
لماذا تخفينها و كفّي بلا موعد تجثو لديك
كانّك البحر تملؤك المراكب المهاجرة
فكيف اكون كثيرا.. إذا ارتفع الموج وهاجرتنا عنا النوارسُ؟




سميرة:



أنا الصمت الصارخ بالصخب ..أقلب أوراقي .. تسقط من بينها ورقة من زمن الأحلام تقول :
" أيا قادما من عالم السحر، تسللت إلى سمائي الصافية بعصاك السحرية.. بها لونت الأفق ..صنعنا جسرا في غاية الألق ..وحملتني على مثنه إلى قصرك الحالم ، اتخذت له عرشا على مياه البحار الهادرة ..
لم أكن أعلم أن الجسور تهدم بعد عبورها..لم أعلم أن الأصوات المتعالية ليست إلا سمفونيات قرب الفراق التي تجملت بأحلى الحلل.. حملتني على هدم جسور اللقاء على أمل لقاء.. جاوزت أفقي وصفاء الزرقة ولم أودع القمر ولا النجمة ولا حتى أحلى الرفقة.."





خالد



دائمة الصمت انت
أراك تجوبين الزوايا وكل الزوايا انا
هذا الصمت يورق غصنا اسمر اعياه الانتظار ،
ارقصي مع وشوشات الاغاني المسافرة الى عالمك
للمكان الآن انين كمنجة ومبخرة و ورقات تتداعى في فتنة العشق
لا تتركي الزرقة وموزار يعبر السمفونيات همسا ،
عودي من آخر اللحظات المتناثرة في العتمة
لا شيء غير فوانيس الحلم تشدّنا إلى ورقات ترفض السقوط



سميرة


ذرات الرمال تذرو على أعين الواقع ورقة من شاطئ الضياع تخبرني:
" صادرت الأيام مني ابتسامة ثغر طالما أشرقت على نوره الشمس في فرح..انتبهت إلى شوقي لإطلالة خارج أسوار قصور جملتها بنهم ..تساقطت أوراق حدائقي حين تبللت بدموع الفقد ..اكتشفت أنني أضعت طريقي نحو ذاتي .. تسمرت في مكاني، عاد الصمت يوشح ألحان أيامي.. تتداخل الأصوات بمحيطي ليردد الصدى وحشة أسوار القصور المعنونة بالذكرى.."





خالد

تلك القصور بريق في عتمات تلهث شوقا
هو الضوء يرحل فينا فتلفح وجوهنا قطرات الذكرى
هناك حيث الموج والريح والسماء
نمضي سويّا في الغناء نعيد للورقات اليمامات التي غادرت إلى جهة لا نعرفها
هات اصابعك من المساء الوحيد وارقصي على الزبد كجنيّة ساهمة
مازال الصدى يلبس قميصه الملكيّ
افتحي كل النوافذ يا حبيبتي ، ولا تنسي عناوين قصور تركناها عند الحلم



سميرة

أنا الصمت العاثر، تعثرت بورقة مغروسة على صخرة لم تفتتها الرياح..شاهدة على بدء عدم الارتياح..:
" أيا أمير الظلام..قد سئمت الظلام ..مددت يدي التي زينتها بالأساور ،نحو أسوارك ..يساورني شغب ..تتلاحق لوحات الذكرى..تلاحقني بكل اتجاه .. أداعبها بعاطفة ومودة أجدها دافئة شاهدة على حياة، وتضحيات..وأيضا حنق غير مسبوق النظير .. جمال ما أراه حجب عني جمالا أفتقده ..تمنيت كسر الأساور وتهشيم الحواجز وبناء جسر من جسور الحرية ،أنشد لقاء بعد فراق وبداية الحكايا .."




خالد



كأنّك تقرئين الفصول من كتاب النهار
حين خرجت الريح من بيتها،

لم تكن بالساحة سوى شجرة واقفة باصرار عجيب،

ريشة تلاحق صورا مغتربة فينا شرّدها الإنتظار
يا أميرة الضوء والبرق والماء،
أرى قلبي يمشي
يـتامّل البنفسج على شرفة قصرك العالية
وشهوتي لهذا السحاب عالية ،
كأنّي أموت بهذا الحنين
أطوف بذات الفراغ،
وشوشة حبلى بترانيم الحريّة تتسلّق ورقاتنا
فعلّميني كيف أكبر في الحكايا




سميرة


أنا الصمت الثائر، ثورتي على العالم الحائر ، قررت أن أصرخ في وجه رمال شواطئي وأن أحرك جبالا رابضة في شحوب المرض المتفشي في الطبيعة المطبوعة بالحزن ، فعرضت على النوارس ألا ترحل هذا العام ،وتشهد على ميلاد ورقة أخيرة لم تشهدها البلاد ولا الأفق ولا السماء ولا النجم ولا القمر.. ورقتي ستبني جسر اللقاء بين أمس الذكرى وحاضر الحياة ومستقبل الأمل المشرق..
طالعتني ذرة رمل في شك مسبوق بحيرة، فأخرجت ورقتي الأخيرة حيث كتب عليها:
" لا تبني لي قصرا وتضعني فيه قسرا ..أحببتك حد النخاع وأحببت حريتي وتواصل عالمينا ومستعدة للدفاع عنها وعنك ..وسأبني جسر اللقاء على أمل لقاء، وجسري غير قابل للهدم.. وعالمي عالم ارتقاء عنونته : محبة ..تواصل ..حرية وارتقاء.. وظلامك قادم سأمنحه نور الوفاء.. "
وأنا الصمت الصارخ بصخب أؤكد لكم أن كلامي أبلغ من صمتي وحريتي في قلمي وورقتي البيضاء، أبحث بصحبة ذرات رمالي عن ذهب يلمع بنقاء .. وحريتي لا تشوبها شائبة مهما أطبق عليها الحصار من كل الآفاق ..





خالد



انا الصمت ينوء بما حملته ورقاتنا من وجع الفراق،
لنا دمعات كبيرة على حافة الفراق
لنا مناديل مخمليّة تلوّحُ للطريق القادم،
هناك ينام الحلم خلف المرايا
جحافل البدء تهيئ محافلها للقاء
فهل تقرئين ما يقول هذا الجنون الراكد في بياض الورقة؟؟
بعيد انا عن الأسوار العالية، لا رخام في أرضي ولا ذهب
أخيط الفضاء من ألوان الفراشات و وشوشة الشعر
هذا الشعر المنسكب مطرا يبللني كلّما اتّسعت الأسئلة
انتِ
نعم أنتِ.......
اضحكي في الفرح
أرقصي في تأوّه الجسد
تناسلي في غيماتي،
في مرافئ لا تستقر
أنا لا أعرف غير وجهك
ورائحة الياسمين المعتق
لا أعرف غير ما كتبناه بمداد الصمت الجميل
على ورقات مسافرة إليك.



















أوراق مســــــــافرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق