الاثنين، 13 فبراير 2012

11-ريما منير عبد الله و طه محمد عاصم






بقلم سليمى السرايري




تمنحنا لحظة الحرف لحنا يأخذنا الى عمق الأحاسيس الإنسانية النبيلة
فالكتابة كالحب توسّعُ شرنقة َ المكان
تغوص فيه
تحفر عميقا

نكتب دائما بمداد القلب
بمداد الروح
نكتب بين رائحة القلق والحلم الجميل بشيئ ما
نبتكر أبعادا أخرى أكثر ألقا وأكثر جمالا

ونحزن كثيرا حين يعترضنا حجر أو يكمّمنا رماد
حين تأخذنا مدن بلا رمال
ولا أشجار
ولا نبع

وحدها تلك اللغة تشدّنا تحملُ رسالة أو هدفا نحو الضوء
وكما تعوّدنا ، نرحل الليلة مع رشفة عطر تصنع من أوراقها زورقا
فنمتطي معها الأمنيات بلقاء كريستاليّ
مع شاعر ينثر شذرات روحه في صحائف مليئة بالمطر والندى


قلم من ياسمين
و رشفة عطر

ينقشان قصائدهما على جدار الصمت
فيورق المكان



*****


فارسا هذه الحلقة
..

يمضيان معا كغمامة عاشقة،
يعانقان حبّات بلون الفجر


لا أنيس يرافقهما سوى :

طائر السلام
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

من هنا سيطل علينا فارسان جديدان ..

فـــــي :



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


أوراق مســــــــافرة
 
 
الشاعرة الجميلة ريما منير عبد الله
و الشاعر الرائع طه محمد عاصم

شجيرات الحنين

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


ريما


متأبطاً نبضه
قلبي
يشرب من حوض روحك رشفات شوق
يتعلق بجيد طيفك
لآلئ
تزهر زنبقا
من عطرك
يسقيني
وأعود إليك
بصبحي بليلي
بانعتاق سجن آهي
بايماني
بتبتلي
بسجودي
بيقيني
مرهقة نظراتي
يقسمها دستور الحب
تقدم الأحداق قربانا
يلزمها
السفر
يلزمها
الانعتاق من كل قيد
الا قيد حبك
ما زال يعاندني
ما زال يسكنني
ما زال يحيني




طه


كيف أبدأ معكِ
وكلما حاولت العبث خروجا رجعت إليكِ
فأي الدروب أنتقي
وكلها تصب في جفنيكِ
وكل حيلة تمكنني من الهروب إليكِ
كيف أبدأ
وهمسكِ يهزمني
يسلبني وقار صمتي
فأصبح مسخرا لكِِ
تابعا لكِ
مأمورا بكِ
ومسائي لا يغفو إلا بعطركِ
ولساني لا يتغرر بغير اسمكِ
وعقلي يتمرغ بخطوط أشيائكِ
طازج إحساسي بعينيك الخرافية
وبأوراق الفل المتلهفة للإنفلات تحت أظافركِ
آآآآه لو أتمكن الآن من جمع أنفاسي
لأقتحمت بها روابيك
فأنا بدونك لا أعرفني
لا أفهمني
لا أجدني
بعدما
استوطنت شمالي
احتلت يميني
اعتليت بنقائكِ ملكي
ثم التفت بغيم هواكِ
فأمطرتني به
حبا
عشقا
ولها




ر يما


يختبئ صوتي خلف حنجرتي
ويلفني الصمت
برداء همسك
بحكايا الشغف
مطرزا
مطرا يزجر الرعد
وإفكا
أقول أكرهك
ألتقط ذبذبات الحنين
أحولها نظرات تنكفئ
وتصير رجاءات تزهر ياسمين
بميادين
روحك
ولفيف مشاعري
أرسلها هونا هونا
فترتد
بحرا من شوق يغرقني
فيك
يا أنت
ليل عينيك
نرجسا يتواطئ مع القمر ليسلبني آخر معاقلي
تقاسمني ذراتي
وألتقط ما يقع من جنونك
قبل أن يلامس
جسد الحقيقة
ياأنت
يا طهرا يقتفي
أثري
يا عطشا يلتهمني
يا جرحا غائرا
كل ما عالجته
ازداد اتساعا
حتى
منتهاي



طه


بخيوط من ألياف روحكِ
أسرجتِ مبسم الحروف
فتسامى النبض إلى فردوس الحب
تمادى غيا
تمادى فتنة
وفي التفاتة قدر
على أطراف الحلم
أصبحتِ حقيقة
تدفق في أوردة حنيني
تسكن ولهي
تتوسد لهفتي
أيا شبيهتي
اجمعي بعض أشيائى من عيونكِ
انثريها طيفا يمر من أمامكِ
أعرج به إليكِ
فأنتِ الوحيدة التي
تجغرف لها الأمكنة
تُلغى لها الحدود
تعترف بها الأخيلة
تشتاق إليها العيون




ريما

يا سيدي
إن معرفتي بك
قد تعدت التاريخ
واجتازت جغرافية الأحاسيس
غيوما خيالا
أرقا
سهدا
نوما
يستيقظ من سباته
كلما شعر أن يدك قد تراخت من فوق كتف الحلم
و تزدرد ندى روحي
تشرب أنين همسي
تطفىء شمسي
ثم تضيء مدى كوني
باشراقة ابتسامتك
وفوق جبين المساء
تتراقص نظراتي
تهدهد الليل عله ينام في شعري
تتطاول على هامات السماء
مسحا
بحثا
علها تجد أنفاسك تسكن تلك الزوايا
تستنشقها
تعبئ بها رئتي
شهيقا
يزفرني
فأموت فيك حبا




طه

من أول نبضة آمنت بكِ
واعتنقت هواكِ
فاسقني بكف الهيام شربة
ثم اجعلي معجزات القشعريرة تسبح بجسدي
فعمري الماضي لم يعد يشبهني
لم يعد يتسع لخيالي
ولذا سأعترف لكِِ
تتكاثر أحاسيسي كلما رأيتكِ
يفرحني أن أحتاج إليكِ
أن أعبر لذاتي من خلالكِ
سيدتي
تصيبني الأحداث السريعة بالذهول
فأخبريني
كيف أرتّب الحبر لـكي يليق بكِ
دليني
كيف أقطف السعادة بحجمك من شراييني
لأدونها آيات حب تتلى باسمكِ



ريما

ما كان عذري يوم أن قبلتك
ولبست ثوب الرضا
واختلت بنضي العذري
ولففت جذور الغضى
حول معصم الهوى
وعانقتك
وسرحت أقطف زهور ابتسامتك
من فوق رضاب الغلا
يا كائنا يسرح في بحار عيني
ويقهر زرقة البعد
حنينا
شغفا
يلم رحيق أمنياتي
يتفجر حبا
قلبي
كن كما شئت
وترجل في جنباتي
وارشف الوجد
من محيط آهاتي
وتبتل في محراب عنقي
صلاة
و تهجدا
كلما لامس جبيني منعطف الرجاء

يدعوه أن يديمك





طه

قد أغمضت عيناي
وجاء همسكِ
يثير غيرة قلمي
ومن رقائق الانبهار يسلخ ورقي
لأنثر عليه شذرات روحي
ايه يا أنتِ
كيف جعلتني أصهر حرفي
لأهبكِ من وجداني قلادة
تلتف بعنق حيائكِ
ومن رقة المعاني حريرا
هو خيوط أحاسيسي
أنسج منها عباءة حبي
ووشاح أشواقي
يا أنتِ
كيف جعلت من فضاء حبكِ
نافذة تطل على حلمي
ليكون أكثر إشراقا في عيني
وكيف اهتدت على يديكِ
ضلالة روحي




ريما


تجذبني
تستجمع كلماتك شتات ذاتي
تنقش أسطورة الشعور
في غيداء وجداني
وألوذ في رحاب دفئك
في زوايا روحك
ورجفة بوحك
تبث في حنجرتي صوتك
مسكونة أنا فيك
أغربل كل يوم ماليس لك
أبدده
وشحوب الكلمات
يفتش عن سمعي
يجتاز حدود ي
يهامسني
يا عديل الروح
قد صرتك
أصداء ترتعد كمواسم الحصاد
كقوس قزح
أتخلل مسام أديمك
حتى بت لا أعرفني
وأعرفك
يا عديل الروح
خذ ني إليك
جموح يعرقل خطوب الوحدة
وازرعني
حتى يتدفق نبضي في حنايا صدرك
فأتعرش اقحوان يلامس شغاف قلبك
وأفنى فيك

طه

أخبريني سيدتي
لم كلما نبشتُ بعقل حبي
تتمخض من بطن هوسي رقصة جنون
وتنسكب من ريق عيني دمعة فرح
تتشرنق في وجودي ملامحكِ
ترسمين من رموشي أوتار عودكِ
فتعزفين به سيمفونية عشقي
وفوق أوراق وجهي تتسكعين
تعبثين بطفولة ذاكرتي
تقصقصين طيفك من كياني
تنبتين من خلالي
تزدادين عمقا بجذوع صدري
تتكاثرين ثمرا
على فروع إلهامي
على هيئة السكر تذوبين موتا
وفي حصار حائي وبائي
تتمركزين
تتكونين
تخلقين
من صدري
 
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق