الاثنين، 13 فبراير 2012

23-أميرة عبد الله و مصطفى الصالح





الشاعرة - أميرة عبد الله
والشاعر - مصطفى الصالح

المقدّمـــة


أكثرُ من أمنية

تقف في حلق السر

ولكنها تتهاوى

نحو مغاو ر الحلم الأبكم

وتُشرق ثانيةً

من قطرات الجليد

ومضةً نائمةً

تحت جلد الطيف المسحو ر

هناك يتوقف تائهان

ويعترفان

أن أصعب الأماني

قول أخير

تنهارُ بعده الكلمات

يتسلّقان احلامَهُما

ثم يختفيان في السحاب

صو ر كريستاليّة

قرنفل يفرّ من الزمن إليهما

نافذةٌ نصفُ مفتوحة للعصافير

وفي كف أو راق السفر

نبتت صفصافة

هنا الان نجمتان لؤلؤيتان

دفء بلون الدموع

فرح بريّ يصّاعد من العمق

~~~
صادق حمزة منذر و سليمى السرايري


********







في


أوراق مسافرة
 
 
 أميرة
 جندٌ حبتهم الطبيعة
أطناناَ من مكرَ أخوة يوسف المجبول بفحيح أفعوان
وجبروت هيرقل..
تتمطى أفئدتهم على حبال مجبولة
من دم الأحرار
يا أتربة الحروب العفنة
اصهلي
بستائر النور
انفضي عار الغرف المغلقة
امسحي إثم ما سيلي
بآثاره الهمجية
عن خيوط الحياة الاستوائية الوهمية..
سقراط، يا فيلسوفاً لم تنصفه العصور
اركب خيلَ معرفتي الهزيلة
تثاءب على موائد حمراء
من رياء غرفهم السوداء المطاطية..
ممغنطة أعمارهم
هيلامية الملامح.. أصقاع وجوههم
يحفرون القبور بدراكولية
وما انتهى بعد
رهانهم الأخير
 
مصطفى الصالح
 
 
منذ عذوبة ونيف
والسحر فيك ٍ
سحر
لا يستكين
يتناسل على
قوامك الممشوق
يزهر على
وجنتيك
عينيك
خصرك المياس
ويتناسلك
كل ثانية
غير آبهٍ
بعدد الولادات
يضرم بجبال شوقي
غصة الفراق
يهزأ بالمسافات العابرة
بين قلبي
ومحياك
أتذكرك نخلتي
الشامخة
المتربصة بغدرهم
تبذرين الأمل في فقاعاتهم
فتلتحفني
عبرتي

منذ قهر ونيف
والزمن المدجج بالخريف يلبسك
يختال على تراب أحلامك
يزرع شتائل الشقاء
وعلقم الفرقة يزهر

منذ جهل ونيف
والشمس
تلسع كبرياءك الغافي
بأحضان النسيان
تسخن قدور عزيمة
في طرقات غربية دخنت
دم مبالاتها
بالبصم على معاهدات
هزيلة
متخمة بالجور
وعلم الفرقة يرفرف
على جحافل خواء أتقنت
فن كلام زنيم
منبوذ
مطرود من أفعال الأجداد

............


2

أيتها القرون!
على وقع خطاك المستقبلية
راهنا على قضيتنا الوطنية
ثورتنا تتفجر من ينابيع البراكين البكماء
هوايتنا أن نلملم ما شئنا من جندك
المدججين بالغدر
لنلفهم ونطرحهم
بأعمق أعماق محيطات الصقيع

ما بالهم لا يتخدرون
ولا تجف عروقهم
في مبايض رحم الحياة ؟؟
سباياهم كانت رهائننا
أهلكونا.. بل نحن من أهلك ما فينا
من حرية بيضاء صنعناها
في قوالب تؤكل حشاياها
ببطونهم العجفاء

مغبونٌ أنتَ يا هيرودوس
لم تحترف فن التنجيم
فغافلتك الأيدي الرحيمة
لتداعب وجوها قمحية شموخهها محفورٌ
في جبين الشجعان تصرخ: وامعتصماه
أينكَ يا صلاحَ الدين يا أباً لمن أورثتهُ
الحروب بيوتاً يتيمة
تحمل فوق منكبيها
أطفال الحجارة
وحفنة تراب لم تطأها
إلا أقدامهم البريئة
 
 

2

مالي وللزهر
إذ يبيح لكل ريح
لثم الشفاه
وسرقة عبقها
بلا خجل
تتهالك عذريته
مع كل هبة.. ماجنة

أما أنت يا وردتي
فرغم هدير الأشواك المنافقة
وأمواج عفونة تضمر الغدر
تراوغ لتنال من جَلَدِك
ما زلت
نخلة سامقة
زيتونة معطاءة
برتقالة شذية
قطرات رضاك
حين سكنتني
استقامت أركاني
في شراييني نبت العزم

على مرمى نظرة
تغازلني أفياؤك
أشاهد الطيور تبحث عن ألحانها
على أغصان شدوك

بينما يحاول ارتقاء سلمك
ينصت لك الغناءُ طَرِباً
فيتساقط متشظيا حين
يوقعه السكر في
عميق عجزه

تمتطي صهوة خيالي
غيومك الخضراء
فأذوب في ذاكرة تتصدق
على فقراء التاريخ
بالمعجزات

أفتح قلب حاضري
لأشحذه بشموخك

تثرثر العيون العمياء
حين تصغي لرونق الجمال
وهو يفترش بياراتك
تشهق الثرثرة بالصمت
حين تجتاحها
غربة النطق

كيف لا تطارد سهام الخبث
نقاء هواءك لتلطيخه
بجراثيم الخنوع!!
وقد تزينت مساماتك
بحكمة نبي
أو خطوة صِدِّيق
أو قطرات شهادة
ثوبك الأبيض قد يتسخ
لكنه لن يتنجس
فدفقات الفداء
ستظل تجري
في شرايينه


----------

مصطفى الصالح

3

تمتصنا بعدَ أن تذوي في أثرنا
دوامات الحنين الإسفنجية
تعتصر فينا وطنيتنا لتصهرها
كمسامير في أتون المجازر ..
لا لن تذوب قلوبنا الفولاذية..
صواعقها مدوية حينَ
تخترق نوافذ الحياة
لتفتحها وتعيد إغلاقها
تيك تاك تيك تاك
متى يتحرك الفرجار
على وسع مداه
ليثقب ذاكرة الوطن الذي أتلمس جراحهُ
المنفوثة باعقاب سيجار الهمجية .؟.
تتدحرج رؤوس القضية
ولا زالوا يمضغون كبدها بلذة..
لمَ لا يتقهقرون
ألم يخسروا بعد رهانهم الأخير ؟
مسعورةٌ كلابَ صيدهم
تنهشُ عظام أسيادها
وتتلذذ على عصارات أدمغتهم الزمردية
تصفق أصابعهم الموميائية
المعلقة على لحوم مهترئة
بصخب شيطاني لتحرق ما تبقى من جريمة تدعى :"يحيا وطن الأحرار"
وعيون أحلامنا
تختبيء وراء ستارة داكنة
تتحرك فوقَ خشبة المصير..

الأنوار تبرق كالماس من خلف البيوت القديمة..
يا قدسُ.. يا مدينة الصلاة
لا ..لا تنامي
مهما أوغلَ الليل
واقطفي من أشجار زيتونك
أطفالاً يرضعون حليبَ الحرية
لن ندعهم يمارسون شهواتهم
على أرضنا المزروعة
أملاً من قطاف سنوات المحبة..
لا حدَّ سيفٍ يفرقنا ولا عصارةُ
مجدٍ باطلٍ يظللُ طرقاتنا
ويغمرنا بنزواتهم المنتشرة
كالطاعون..



3

يشرق الليل على صباحاتك
مدججا بثمار الخديعة
يحصد شتائل الدم
وشجره.. بلا استثناء
الشمس تهجع في
محيط صخب دموع تزمجر
بضمائر استعارتها
حيتان تعبث
بصقيع قطب تجمدت
في عروقه
دماء الرحمة
كم من زيت سيشتعل حرقة
على فراق زيتونته
فيضيء طريق الرمال
الهاربة من مكنسةٍ
تجمع ذرات الفرح
لتُشيد بهامقابر
لآهات تعوم في الأحمر
طالبة الثأر لاغتيال
حبات مطر
في رحم أرض
لم تشعل بعد فتيلها
بوجه إجرام
غذى الفجيعة
برصاص خطف الوقت
من عمر الزهور



فلسطين!
كم نظم ثراك من اختبارات
الرجولة والإقدام
عجبا
من خريف يتمطى بوقاحة
بين شتاء و ربيع
يعجن قنابل الأسى
يشويها على أوراقه الغاضبة
ألا يعلم أن شعاعك
إذا ما ترجل
سوف يحرقة
في أتون القصاص؟..
حتى اذا ما عصفت رياحك
سنننطلق لقطف ناضج الأمنيات
المعلقة على أغصان الآمال العتيقة
وسيهب الماء
بإقدام مدافعا عن
ينبوعك الشجي
ويستلقي الفرح على
أوتار زهرك طَرِبا
4

 تلوكنا ألسنة الغثيان..
تقبض علينا بإحكام
لنسبح في ملكوتها
أنرضى بأن تسقينا
من بئرها الجرثومي
ونلعق كبرياءنا قطرة ..قطرة
من مياهها العكرة؟
وا عجبي على انتفاضات
أحرقت بأبيضها ويابسها
على نصل سيوف الطغيان!!
أبيض كالثلج فستانك يا فلسطيني
وعروقك يستصرخ نبضها الجبار
حجارتها الصغيرة ومقاليعها
لبيكَ يا ثمر المحبة يا من تغسل أرواحنا وترفعها للقمم..
أغصان الزيتون والبرتقال والليمون
كلها تعانق جيدَ الحرية الحمراء
تسبح بعريها البدائي
كوردة تعانق بلذة
سطحَ البحيرة
أقلامنا المحملة بعبء القضية المسجونة
أتنصرنا؟
ربان السفينة أيحتوينا ويوصلنا لشط الأمان؟
قيلولتنا أضاعت دربها
في حضن غانيات الصبا والجمال
إلى متى ستعلق حريتنا المنهوبة
على خشبة الاضطهاد وُتحرق كساحرة
في القرون الوسطى..
الأمان قد أعدم
ولكنَ شرارة الأمل تنادينا
فلنصغي ونبشر بالسلام العادل.. السلام لمن ؟؟

 4
=================
تلك العروس
حين يئس الزمن من عزوفها عن طرق باب مجده
قصقص فستانها
خبأت عقاربه موعد الزفاف
فهام العرس على وجهه يندب حظه
يستجدي التكايا
بعض وقت يقيم صلبه
وطريقا يتدثر به
من صقيع الاغتراب
بقسمة ضيزى
تعافها طيور تتعاطى
حبوب الكبرياء
تناسلوا من جسدنا الواحد
كثيرا من حناجر
خرقاء موبوءة.. بالثرثرة
تصدح
بخطوط سخفنا
في حدود دعارة
زرعونا فيها
نوقد ذلنا تحت قدور نزوات
تنضج أسلحة كلام
لا تقتاته الدواب
فطبخنا خيبات
نعب منها حد الثمالة
بكؤوس الخديعة
على نواصي الانحراف الوطني
من نخيل الأشهاد
أقلع مداد
(عهدة)
حطت
بسلام معانقة
أسوارا كليمة
تحضن
أقصانا
وأدنانا
بأمان
شوقي إليك
ما مل الانتظار
ولا أتعبه السفر
 5
 تقودنا بعصاها السحرية
عضاءة الأماني
مستحلبةً أمسنا الموحل
بمعاهدات سايس بيكو
وما تلاها
من انهيارات جليدية
كانت يوماً ما معبقة
بعطر الوطن
ترنيمة روح ثملت
على مرأى من حمام السلام..
رؤيا من وئام
لا زالت تحلق في الأجواء
انظر هناك..انظر يا أبنَ الوطن
فوق..فوق ..فوق
أعلى قليلاً
ظهرَ النجم أخيراً ..
لا زالت الكلاب تنبح..
الزغب زالَ
يراوغ أنيابها المتعطشة
لمزيد من الأحمر القاني
إملأن القوارير الدموية
بحنطة الطفولة
وارضعنها بنهم
الطلق قد حان موعده..
من رحم اللبؤة
أشبال الغد تستنهض هممها
ترنحات سكرى أولى..
زغاريد..
خطوات مجهولة واثقة
على الطرقات المجيدة
تيك تاك تيك تاك
النور ..النور
من سيمنع ضياء الشمس؟ من؟من؟


5
أجدبت الأحلام
جفت على سفوحها الأفعال
كالح تراب الصحاري لا ينبت
آمالا شتائلها
مثخنة بخناجر..
تغدر بالكلام
لا وصول لِقِمَّةٍ تنهار صباحاتها
تتدحرج
على رؤوسٍ
تنزف من قهقهة الليل يأسا
بثقل ألمٍ يستلقي على طرقات.. \أفراحها.. \
تبيت في مآسٍ ظلالها مورقة..
حتى عنان السماء
كم قطف دَوِيُّ الرصاصِ!..
وانتحبت الزغاريدُ.. تستغيث
رحمة الرحمن
لن يغسل الماء جراحا
في جذور (الحَنُّون)
تهطل على جدران عزيمتهم.. وعود
تسيح ذليلة
إلى منافي التهديد
يا زيتون! ليمون! سدر!
يا أخضر بلادي!
إكْسِرْ قنديل الظلام
إخلعْ رداء الخريف
أُنظُرْ..
إلتقِطْ
نور التحدي
من جعبة الصمود
...........
مصطفى الصالح
 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق