أين أنت ....
يا شهد الحياة المستحيل ....؟
يا نديم صبابتي
يا مناي في يم الشجون ؟
عناقيد شوقي تتدلى
بها يستظل الحنين
يولي عيونه قبلة الروح
يطارد الحلم
وهو في الجسد مقيم
يندف فوق حقول النجوى
يرش ماء الحياة
على وجه الموت
أجمع عمرا من حروف
زادا من انتظار
أشد الرحل
نحو المحال
الأشياء حولي حزينة
تقلب الصفحات المتآكلة
تهتك السر المكنون
فقد فاض الكيل بالصمت
ما عاد يقوى السكوت
يترقرق الدمع
ينسجك موالا
من خيوط فؤادي المكلوم
تنتكس الفرحة
ترفض حقن الصبر
مهدئات الوهم
أطياف ابتسامة تتجلى
تغيب ...
يتورد الشجون براعم
في حقول الجسد
أزرع وسط الحريق بنفسجة
أسقيها عذب الذي كان
أحشد الابجديات
من الصمت ...الى الظلام ...الى الألم.
أمد الجسور في كل اتجاه
بحثا عن أرض لقاء
أراوغ الصدى
أحضن السراب
ألفظه...
أعود اليه منهكة
على الشفة ابتسامة رحيل
تنكسر أجنحة الحلم
ينوح زهر الياسمين
يستقبل فصل الحزن
يدق على شاشة الأفق
ملحمة الموت

الورقة الرابعة
ربيع عقب الباب
أسألني :
كيف تركتني مستباحا
لعنكبوت يعبث فى محبرة الوريد
ويرسم عبث المتاهة ؟!
تنام وسادتي مبللة بالتواطؤ
ويبكى جلدي رعشة ..
رشقها تشرين أرقها
ليثمر السنطُ المدى
ينام على جذع صفصف ..
مشبوحا باللظى
فتضج جرار ألمي ..
اختناقا من هجير صبابتى
واشتعالي !
فأنقضها كما غزلٍ
أكتب بسمتي ريحا
يشذبنى كعود نعناع ..
غير قابل للعناق ؟!
أغافلني
لتدخلني جديدا دونما ألم ..
وما أدرى
بأن الطين يسقى الوردة ..
يجليها
.. فتسلك نبضة الرئة
تبنى لها بيتا من الآجر
تغفو رحيقا ..
يشاطرنى النهايات ؟!
أسألني ..
كيف وهما عانقته لدورة صغرى
فى جبين الوقت ..
أدرت له طقوسا
ومواقيت عصية ..
روضتها شموسا ..
وأقمارا .. وفصولا
لا يغاضبها آذار
و لا تزاحمها خماسينُ
إلا اشتعالا وبهاء ؟!
لأجل ماذا أشقيتني ؟!
تُعطن السمومَ فى قاع نورسها
تجرعنى شقاءً ..
فاق سكينا يخز قلب وردة !
تُشظى آنية دمى
بما لا أهجو من فتنة الريح ..
قبضة تكفى !
ولا تكف ؛
كجلاد حزم الشهيق
وثنى الأظافر فى لهاث الصمت
لحتفى المرسوم ..
دون شهود
ولا حتى عمامة شيخ ؟!
أسألني ..
فقط أسألني
فقد شلت جذور التآويل
وعبرت فلول الطيور
اقتلعت آخر نتف الرحيق ..
و ما كان يقذى العين
يبكيها ..
وارتحلت غيمات ،
صفا خدٌ حزون ..
بعين الرضي تجلت
خيوط المس
وانحلت
فتساقط الوحل ضحوكا
إذ رام عنصره ..
وكم بكى و أبكاني
حنينا كان يسلخه
يباكته و يضنيه ..
فيشقينى
ويحرقنى :
وهمي المجدولُ
أرسف نيرَ وردة ..
ولا أدرى ..
أنه فيها ؟!

الورقة الرابعة
أحتفي بانقلاب الريح
حين تعصف بحروف
غير كل الأبجديات
أستأنس بعاصفة كلمات
مضمخة بنبض حي
يحملني إليك
مهرة متيمة
ترمح في حقول المنى
أنحاز
إلى شمس الحرف
وخضرة الإحساس الذي
يؤرخ لمجد الشعر
وثورة الحب
هو البيان المعتق
منك....إليك..
يختزل مسافات المستحيل
يضيء فيافي الأرواح المعذبة
التي صوبت سماواتها
نحو قبلة ظل
لا ينجلي
رغم عتمات الديجور
يداعب ضفاف النوى
ليزهر الصمت
مواويل ...أغنيات
من الزمن الجميل
كن مطرا ...
كن بروقا غزيرة
تصب في نهرهذيان
أغمض جفنيك
يأتيك الحلم زخات
تنير دهاليز الأنواء
تكنس عن جبهة الحزن
أرق الليالي
وأنين الصدى الممتد
ستفيض أنهار الشموس
من بريق عينيك
على ضوئها
أكتب فوق سجى الليل
قصيدة مدرجة
بياسمين العشق
ولؤلؤ الحنين

الورقة الخامسة
ربيع عقب الباب
لحبك حبيبي ..
لذة الإبحار في الغيم
و البحار
و السفر إلى منابع العالم
وأول الحكايات
حكاية لازوردية
قلب حبيبي
يسكن كف قمر غاف
يضخ أنفاسه اللاهبة
فينبت ألف جناح و جناح
أكون غيمة على هدب ذات القمر!
يامن مررتم
دون أن تسألوا
لمن الأنفاس
ذاك العبق الضحوك
لمن تراقص النعناع و الياسمين
أغلق أهدابه على كرمة سحر
امتزجت بالندى
ثم شفت كغلالة
ونامت في عيونه ..
كليلة غير عابرة
لمن هذه الترانيم
يا بنات الحقول
إني أرى فيها شجرا محلقا
و طيرا يتمايل
فراشات ترسم ألوانها على النجوم
كما أراني حروفا تتهاطل
تحيل القيظ سرمدا ..
من جنون اللحظة
خذيني على معصمك
هدهدي ذاك الألم
مسدي بعضي ببعضي
و اشهقي شهقتين
واحدة لي
و أخرى لموتي
و اكتبي كلمتين
واحدة لي
و أخري لبعثي
و ارسمي على جبهتك
قلبا
يلف غمامة روحي
يختلج ما تبقى
و هل تبقي
مني
سواكِ ؟

الورقة الخامسة
مالكة حبرشيد
أنا الأنوثة أعلن
أني أغتسل كل فجر
بندى الكلمات التي تفجرت منك
...حين اخضر بين يديك الغمام
أشهد أن احتراقي
ينمو ...يسطع ..
على امتداد احساس
يخترق الجهات الأربع
يقتحم العروق
ليسكن نبض الحلم
أريجا ينعش
دورة الدم
ملء الوريد أصرخ
فيك ...منك ...
أحبك ....أغنية
تنشر عبق الهمس
في صباحات الدمع
المتيبس على خدود السهر
أحبك ....قافلة حنين
تبلسم حمى الليالي
التي يشتد فيها الوجع
على شرفات الرماد
لعينيك يسافر صوتي
يغمر مسافات الغربة
مثل ائتلاف الندى
في جفون الصباح
قد نلتقي عند منعطف الأنين
في مناخ أكثر ملاءمة
لاستخدام الحواس
وترتيب النبض الذي
اختل ايقاعه ذات فوضى
سأكون القصيدة
وأنت الناي الحزين
ستوحدنا أغنية الموت
في الهواء الطلق
لمدن يحكمها الحجر الصلد
وقوانين الضجر اللعين
من يدري ....
قد تذكر أنفاسنا المتقطعة
هؤلاء المسافرين
في محطات الهوس
بميعاد ربيع
يزغرد فيه الورد
يغمر شوارع الذات
بملحمات العشق
حينها ستتخذ اللغة
شكلها المستقيم
ولن نفكر في مساءات
تمرست في اغتيال
حواس ما فتئت
تذرع الحياة
رغم ...ورغم ...ورغم......؟
ستكون آخر السماوات الطريق
وبعض ابتهالات
تدفيء صقيع الاحتضار
الراكض خلف ضوء الحياة
قد تسقط دمعات بين الأقدام
وقد تنبعث الأرواح
من لوحات أعياها تسول العابرين
ابتسامة ...حبا ...ونبيذا
يغنيها عن لحظات
يتصبب فيها الهذيان عرقا
وهو يكتب آخر مرثيات
لصباح لم يعد له
بد من الغياب....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق