الأحد، 19 فبراير 2012

32 - هيفاء سعد و طه محمد عاصم






بقلم سليمى السرايري




تمنحنا الكلمة سمفونيّة تجعلنا نحلّق عاليا
فترحل بنا الى عمق الوجدان والمشاعر التي اختلجت في عمق الذات
النبيلة -- الذات الشاعرة

فالكتابة كالابتسامة تزرع الصدقات على الأفواه الحزينة
والكتابة كدمعة رقراقة في القلب.

الكتابة مملكة فوق السحاب لا يدخلها الاّ من سكنته وغسلته اللغة


شاعرتنا جاءت بهذه اللغة فأعادت عشب الذاكرة
أعادت للنجوم بريقها

شاعرتنا تخبئ في كفّها أغنيات للسنابل
وتعزف في الحقول وجع الشعراء الذين صنعوا قلاعا وزغاريدا
شعراء عانقوا الوجع الحقيقي - قلق الكتابة.

ها هي تمنحنا المدى
تمنحنا قليلا من الدهشة
قليلا من البحر
قليلا من المطر

فنشرب من كفّ القصائد عسلا وماء مثلّجا



شاعرنا يرتّب الكلام ويطرّز شراشف الحروف هناك في قلعته الأبديّة
يكتب بحبرالجمال والضياع ، الفرح والحلم
فنندلق معه في الألق
ونطير نطير مثل أطفال السماء إلى روعة الإبداع


تعالوا معي أيّها الكرام
ولنترك الغيم مفتوحا على البرق على المطر على العشب واليمام


ستأخذنا الورقة تلو الورقة
وسنعرف من أين تجيء الفراشات
سنعرف كيف نرقص مع الكلمة

هناااااك عند الانصهار
عند الحلم.


وكما تعوّدنا ، أعزّائي،

نرحل الليلة مع نورسة ترسم أوراقها على جبين البحر
فنمتطي معها سفينة الإبداع

ومع شاعر ينثر شذرات روحه في صحائف مليئة بالصور والدفء



قلم كريستاليّ
و همس منسكب من شرفة الشاعر
لتتلوّن المسافات وتتخضّب برونق الكلمات .

شاعران
ينقشان الحرف على تفاحة البدء
ثم
ينهمران معا في قدح من اكسير الحياة.

فيشرق المكان



*****


فارسا هذه الحلقة
..

يمضيان معا كغمامة عاشقة،
يعانقان حبّات بلون الفجر


لا أنيس يرافقهما سوى :

طائر السلام
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

من هنا سيطل علينا فارسان جديدان ..


الشاعرة الجميلة :
هيفاء سعد
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الأديب الشاعر :
طه محمد عاصم



ظلال وارفة



الورقة الأولى

هيفاء


أتذكرُ ما كان يومَ الرحيل؟

وذاك المساء الطويل الثقيل

وكيف تركت الورودَ هناك
تموت؟وقلبي ودمعي يسيل
لقد كان حبّي كينبوع ماءٍ
يسافر فيك كنهر جميل
يعانق فيك صفاء الرمالِ
ويعشق فيكَ سمو النخيل
ولا زال قلبي ينادي الهوى
يلح ... يضج بلحنٍ قتيل
أتذكرُ كيف تهادى الرحيل؟
وكيف غزا اليأس قلبي العليل؟
وكيف أضأتُ قناديل حزني ؟
فلست أموت
وليس يموت الهوى ما حييتْ!!
أتذكرُ يا حبُ كيف انتأيتْ
وقلتُ أحبك ... قلتُ أحبك ؟؟
وقلتَ بربك لا ترحلي !!
وأدتَ فؤادي بهجر عنيد
وقلت بربك لا ترحلي!
وعنونت وقتي بلون احتضارٍ
ومعنى انبهارٍ وموت جديد
سأبكي عميقا
فعهدي بكاء
وليلي حنين
وصبحي انتظار
وكلي لديك اغاني احتواء
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



الورقة الأولى
طه

مَوْلَاةِ رُشِّي اللَّيل عِطْرَا ضَاوِيا

يَنْسَابُ مِنْ أَحْضَانِ صُبْحِي الْمَرْمَرِي

يحنو بِرُوْحِ الْعَطْفِ إِحَسَّاسُ الْنَّدَى
ويُزَيِّنُ الْجُلَّنَارُ كفِّي الْعَنْبَرِي

إن تًجدلي وَعْدِي الْثَّرَيَّ ضَفَائِراً
تَمْتَدُّ فِي أَعْمَاقِ حُلُمِي الْمُزْهرِ

فَأَتَوْهُ هَمْسا أَو أُفِيْضُ مَشَاعِرَا
إِذْ أَرتَوِي مِن نَبْعِ عَذْب تدبرِي

أَنتِ الَّتِي أَودَعتُهَا سَرَّ الهَوى
وَبِسِحْرهَا سَكَنَتْ خَفَايَا أَسطري

فَنَثَرْتُ حَرفِي فِي زَوَايَا أَرْضِهَا
لِيُبَلسمَ الْأَشعَارَ سَلسلُ مَحْجَرِ

فَأَنَا الحَيَاةُ لِكُلِّ أَشجَارِ الهَوَى
هَيَّا انْبُتِي خَلَف الْضُّلُوعِ بِدَفْتَري

فَتَبَسَّمَت فَوْقَ الْشَرَاشِف وَرْدَة
وَتَنَهَّدَتْ تَرْجُو الْلِّقَاء الْمُثْمِر


وتلوّنت شفةُ الهيام بجمرها
وحدائقي قد أورقت بتفجري

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




الورقة الثانية
هيفاء

أعدني اليَّ
لأمحوك مني
وأطمسَ كلَّ حكايا الزمانْ العنيد
و كل الأغاني
وكل حنين بعمق الفؤاد
لتسكنَ بعد انتهاء السنينْ
أعاصير حبٍّ وحيد دفينْ
أتعجبُ مني بيوم الرحيل؟
وفي القلب أنت ونار الحنين
ووجد يشب بكل صباح بغيم النواح وعند الأصيل !!!
سأعجب منك فكيف انتأيت؟
وقلت بربكِ لاترحلي؟
سأعجبُ حيثُ أراني أبوحُ
وصدري ينوح بعبء السنين.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



الورقة الثانية
طه

إنْ تَنظُرْ في عَينَيها

تَعرفْ أنَّ السحرَ تجلَّاهَا
وأقامَ ممالكَ عشقٍ
في كوكبِ نجْواها
إنْ تكتُبْ عنها
يرجُوكَ الحرفُ تمهَّلْ
لنْ تعرفَ معناهَا
لنْ تجمعَ فيضَ عَطَاياها
هي نَفَسٌ في نَفْسٍ
تعشقُها الأسحارُ
لـ"قد أفلح من زكاها"
ما أعجبَ هذي الإنسيَّةْ
تَتَجَلَّى في ثَوبِ نقاءٍ فَتَراهَا
لا مَرئيَّةْ
تَبحثُ عَنها
الأقلامُ مع الأحلامِ
فَتُعطِيهِمْ بعضَ بَقَايَاهَا
يقلبُ كلٌّ العشاق دَفَاتِرَهُمْ
يَجدُون الصَّمتَ تَغْشَّاها
هِيَ بحرٌ ..
موجٌ ..
إعصارٌ ..
نار ..

لنْ تعرفَ عُقْبَاها
..
..
..
هي جَنَّةُ خُلدٍ ...
تشربُ مِن كَوثَرِ يُمناها
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



الورقة الثالثة
هيفاء


لازلت التحف الوداد
لازال كل الشوق يأخذني إليه
ما أمتع الشوق الجميل لراحتيه
*****
أشواق أحلامي بقلبي راحلة
والأسئلةْ !!!!!
وجع ( تكدّس ) في الطريق الراحلة
أين الوعود ؟ وأين هاتيك العهود؟
وأين عشق قد توشح بالخلودْ
ويغص من ألمي الطريق إلى جناه
ويضج من وجعي عليّ
هل يا ترى ما عاد ينصت قلبه
أبدا إليّ
ما عاد يطويه الحنين؟
ما عاد يعرف من أنا في الدرب
في وقع ازدحام العابرين
فأنا السنابل والحقول ...
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




الورقة الثالثة
طه

أجنحة
ٌ مارست النَّزح
إلى شطِّ الرّوعة
ترسم صباحاتٍ بيضاء الثوبِ
على وَجهٍ في نُزُلٍ ممسُوسٍ
لا تَعرفهُ الشَّمسُ
تَجَلَّى في خمسةِ شُرفاتْ
وكتابٌ يتنبأُ بالماضي
يقرأُ سِيَرَ الحُب
ليجتاز التَّأويلَ الأزليَّ
يَتلولَبُ في الوقتِ كمنديلٍ
يمسحُ وجهَ الغيبِ
يشقق أثْداءِ الشوق
الَمتَصبَّبُ عَرَقاً في عُمقِ النهرِ
يَفِيضُ جَنيناً
يَتجرَّعُ حلمي
بلسان الفرحة أتْلوهُ نهارا
يَتقوسُ ليلاً ..
يجمع عُروَتَنَا الوُثقَى
يرسُمُ أقواسا لعيونٍ ..

تَرقُبُ نجم سماءٍ
تَتَخَلَّلها كلُّ الرّغبات

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



الورقة الرابعة
هيفاء


أنا التلال
أنا المدائن كلها
وأنا القصائد كلها
وأنا عروق الياسمين
أنا المعاني
والأغاني في سماء العاشقين
هي ذي أنا في ناظريه
ويعود بي نفس الطريقْ
***
ماذا أقول
ما باله ألِفَ الأفول ...
واكتظ بي .... وأضاعني
وأضاع خارطة الفصول
***
وبقيت وحدي
والسهاد يلفني
أبدا إليه
أبكي على أطلاله
حتى ثملت من الأسى
وسقمت من لهفي عليه
ماذا سأكتب أو أقول
لازلت أحفظ وده
لازلت أحضن سعده
وأرى الحياة خميلة مخضرة
في راحتيه
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



الورقة الرابعة
طه

في غيمةِ حبٍ تسترقُ السمع
أنتِ … وقارورةُ عشقْ
والحبلُ السُّري شعاعٌ
يجتازُ البدءْ
يقطعُ من ساق الشَّهوةِ قمحاً
وشطيرةَ وردْ
ضوءان التقيا في نقطةِ حِبرْ
وبحكم الريحِ تهادتْ لحظةُ شوقْ
تتكورُ خجلا في عمقِ النهرْ
ببراءةِ ظلٍ مندسٍ في الغيبِ
يفككُ سرَّ التكوينِ
يدثرُ ليلاً
ويعري بالوهم نهاراً في أقصى الغربْ
مِن سِقم الوقتِ تلوّتْ أجنحةُ الخطوْ
تَعرجُ في أحداقِ الصوتْ
تَتَدلَّى من وجهِ سماءٍ
تبعثُ أقنوماً رابعَ
يُلجمُ أطرافَ الأرضْ
يُحيِى لَوحةَ عُصفورٍ
غنَّى دوماً للفرح
وخيالٌ يعلُو وجهَ القهوةِ
يرتشفُ المشهدَ من أعلَى
بهدوءٍ يُلقي شَهقَتَهُ
يَعبثُ في لِحيةِ حَبْرْ
يبتلعُ الرَّشفةَ تاريخاً
يتجاوزُ كل ميلادٍ
يُهدِيهِ لقلبٍ في ليلةِ قدرْ
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



الورقة الخامسة
هيفاء

ومضيت ابحث عنك ياكل الحياه
في طريق لست اعرف منتهاه
حدقت في الافق البعيد
إني أراه
في الروض في الصحراء
في النورفي الظلمات في تجاعيد الجباه
إني اراه
وركضت أطوي الارض
ابحث عن ظلاله عن سناه
ومشيت استبق المشاعر
الارض ممشاي ويحملني هواه
ووصلت خائرة الفؤاد
اهفو لشئ من حنينه اولشئ من شذاه
والشوق عملاق يعربد في الظلام
وهل ألام ؟والروح يسكنها نداه
لاتعتبوا لاتعذلوا بل واسألوا
التاريخ يخبركم عن قلوب العاشقين
كيف اسهدها الحبيب بل تشظت من لظاه
كيف يبقى القلب محزونا حسيرا
يتراقص يتهلل ان رأه
سوف اهتف ماحييت
انه في القلب غررس
دائما ابدا أراه

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



الورقة الخامسة
طه



فوقَ خَبَايَا الزئبقِ قلبٌ
يَتَأمَّلُ وجه الأحلامِ
وَحَقائبَ ولهٍ
في أليافِ الأرصفةِ الجَوعَى
تَقمِطُ حبا
وتُقاسِمُ عشقا
يغزو مُقلِ السُّفَهَاءْ
ذاكرةٌ تَحملُ فرحة أقدارٍ
وتُوَلِّي نَحوَ ربيع تتجدَّد فيه الألوانْ
في مَلحَمةٍ
شَاطَرَهَا فَجرٌ ..
يَتَجَلَّى في صَوتٍ
يُعلنُ عَن ضَوضَاءِ الصمت
يَستَحضِرُ تِيجانَ الشمس
وفي عُمقِ الشُّريان
سينثر ألوانا
تَستعذِبُ طعمَ الفرح
كيفَ لبَوصَلَتِي الدورانُ تجاهَ الجُرحْ؟!
وطُيُورُ الدَّهشةِ لاهثةٌ
في رِحلةِ صَمتْ
تَسمعُ صوتَ العُشب
ولا تأكُلُ غير الشوقْ
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق