الاثنين، 13 فبراير 2012

5 -سعاد ميلي...محمد الخضور

يستمر العناق المتعجل بين الوقت الهارب ومعالم المكان الدافئ
وتسقط آخر ثواني العام المنصرم فوق حصون الرمال والرياح ..
مركب يبحر في عمق الحرف
يمتدّ في الزبد القرموزيّ
موج يعانق موجا
وأصابع تلتقي عند نقطة الإبداع
فيستمرّ صوت الشعر
وتستمر أغنية شتائية تستنزف أوراق العمر المضيء
على قارعة الأماني .. مستلهما لحظات راكضة ..
يستوقفها شاهدان يحملان كل مقاليد النبوغ والشهادة
لحن واحد يأخذنا على سلّمه إلى أرض أكثر اخضرارا
فيُزهر القرنفل
و تكبر النجمات
نتعلّم من أين تأتي النوارس
من أين تنبت صفصافة الشعر

سنحتفي برقصات القصيدة
بتراتيل قوافيها
على شواطئ تتوحّد عند كلّ لقاء



من هنا سيطل علينا فارسان جديدان ..

فـــــي :







أوراق مســــــــافرة
وطائر السلام


الشاعرة الكبيرة / سعـــــــــــــاد ميلي
الشاعر الكبير / محمد الخضـــــــور




سعاد ميلي و محمد الخضور

ارتجالا بالمركز الصوتي

اعداد وتقديم / صادق حمزة منذر وسليمى السرايري






هـــــي

على جسـرالموت
أمـرّ من ألــم ٍ إلى أمـــــلٍ..
أدخلُ غابــة الشــعـْـر ِالتي
تحتشدُ على عتباتها الذكرى
والأزهار القادمة من عينيـكَ..
أهفو إلى روحـِـكَ
وأناأرتجــِـف ُجـَـمـْـراً..
أنـَـاجـِـي اللــيـْـل الأبيض
وهو منهمكٌ
برسـْـم ِ وطـَنٍ
على خد ِّ وردة مسافــرة..
هــــو

رأيتكِ ، ،،
كنتِ قرب ذاكرتي
التي نسيتُها على طرف الرصيف
شاردة كلحظات الإنتظار
رأيتك
حين قطفتِ عن العتبات وردة
ورأيتها
تسقط من يد ك الراجفة
كنتِ متعبةً
من صقيع يلتف حول عمري
يجمده
ويقدمني – في لحظة الصفر –
قربانا على مائدة الغياب


هــــي

يداي الراجفة
تتقاطــرُ شــِــعـْــرًا تحت الصفر..
أمتطي اصفراره ُ بلا وجــــهٍ
وأنا على مطرِ الانهمار..
أمسكُ سيف ذاكرتـك َالحـُبلى بالبياض..
ملتقطة حبـــات الحزن
المتساقطة من عينيك..
هناك..
أرى دمعة تشبهني، تقتفي أثر بسمة ..
ومطر يودع ظله للمرة المقبلة..
ها أرمي اصفراركَ في جـُـبِّ النسيان..
ها أحضنـُكَ بعيني..




هـــو

أخاف على عينيك
من عتبي على دمعة
تخطئ الطريق إلى الوجنتين
يخطفها إلى الحلق كبريائي
أخاف على أصابعك
من أشواك خبأتُ حبيباتِ حزني بينها
كي لا تلتقطها أسراب الحمام
وتنشرَها على سواحل الأرض
هجرة ، ، ،
وداعا ، ، ،
أو دعوة للبكاء


هـــي

عينايَ يا صديق الرِّيــح
فراشــَــة رهيبة ُالـكـفـَّـيــنِ..
تظلـِّـل شمسَ أحزانـِـك َالمتأهبة للقبض على الريح..
تمسحُ شبـَـح العتمةِ المطلة
من نافذتك الـبـِـلـَّـورية..
تهدم شبح ألمك..
وتبني جسر الحياة في عينيك..
قبل أن يكونَ لليل ِ وطن..
وقبل أن ترتمي الدمعةُ
من عيـْـن الشَّـاعـِـر..






هــــو

عيناك تقتربان من زمن مستحيلْ
تبحثان عن لحظات
أوجعها الهــروبُ
وتركها النسيانُ
في محطةٍ لِقطارٍ يروحُ ولا يجيءْ
لا تبحثي عن كفني
في هذا الليل المريع
ولا عن وصيتي
فقد آن الأوان لهذا الوجع
أن يراقص الموت علنا
على جثة الروح


هـــي

مـهلاً..
وحيدة أنا وصمتي
يسكنني حزن غريب..
فلا تعاند الأمل
المطل من الإياب..
...
أيا خليل الغياب..
أكره السكون في أعماق الوجع..
أكرهه وهو يفـْـتـِـكُ بالمطرِ
المتدفـِّـق من يديك..
آه.. لو من روحي
أصنعُ لك مطرا يحميك..
آه.. لو من أنفاسي
أبعد عنك شبح الآتِـي..
آه.. لو ْ أوقفُ بقلمي
عجلة القطـار ِالسريع..






هـــو

سمعت آهاتك في عتمة العمر
كانت تتسلل على غفلة من الوقت
ترقد قرب أمنيتي الخجولة
تسأل موتي
لماذا يهرب الليل
قبل زقزقة العصافير ؟
وقبل أن تطيح الشمس
بكل ماتبقى من وهج النجوم؟
لماذا يأخذ المصباح في زيته
عمر الفراشات
في معركته مع العتمة القاسية ؟


هـــي

عتمتي مشعة..
فلا تحزن ايها الليل الهاربُ..
يا أنــَــاي َ المتكرِّرُ في ذاتي..
كـأسطورة شـِـعــْــرٍ
منسكبة على جدار ِالمنافي..
تهمسُ للضياع الذي يسكنـُـنـَـا
ولا نسكنُه..
ها أمتطـِـي وإياك صهوة الأمنية
علها تسمع أمي الريح
وهي تغني للذكرى قبل النوم..
وأنتَ في الضفة الأخرى للنبض
تـرسمُ لنا طريقَ العودة..




هـــو

يا ضفتي الأخرى
يا صهوة أمنية يعيدها الليل سالمة
إلى رحم أمها
قبل موسم المطر
وأوجاع الشتاء
يا رجعة الروح إلى مخادعها
يا نبضا يطلقه القلب
على هيئة رغبة أخيرة
لا تبوحي
بكل ما قالت الريح
حين نثرت غبارها على جبيني
عند الوداع
كي لا تدمع الأرض
على أمنية خبأتها قرب قلبي
علمتها على الصبر
وعلمتني على الانتظار


هــــي

هل نملك إيقاف الريح؟
هي ذي يداي الشتــاء ٌ تنسلّ من أعين المراثي..
عسى تـُـحـْـي السنابل المنسدلة من بوحك..
كـــــم النـــوم الآن؟
سقطت دمعة شاحبـــــــة على كـفـِّـي
احتضنتِ البياض َ دون استئــــــــذان..
آه..
عـهدي أخبئ بقايا دمعتك في نبضِ ضفتي..
وفي دِفـتــَـرِغـُـربتي
حـَــدَّ لـحـْـدِي..





هـــو

يا تنهيدة يقطعها الليل قبيل الشروق
يا عمرا ظل مقطورا
بحافلة لمتصل
يا أغنية
ملها اللحن وأعياها الانتظار
خبئي بقاياي حين يتشح هذا المساء
بحزنه الأبيض
حين تفلت الدقائق
من يد الراحلين نحو الفجر
وحين يذبحني المسير
إلى ظلمة هادئة



1-1-2010 

هناك تعليق واحد:

  1. الله ذكريات لا تنسى حقا شكرا لكم للنشر أسعدتموني

    ردحذف