الاثنين، 13 فبراير 2012

13.-أملي قضماني و إدريس الشعراني






بقلم سليمى السرايري



نحتاج دائما رحلة في عمق الأحاسيس النبيلة
نحتاج ما أخفاه صمتنا في داخل كلّ واحد منّا
نحتاج كلمة حب
كلمة جمال
نحتاج حديقة على أرض متّشحة بالوان رماديّة
في زمن مليئ بالتراب
نحتاج جرعة أكبر من الحريّة
حريّة تمنحها لنا الكلمة
الحرف
المعنى

نحتاج الهيام بالوطن الاوّل ترابا ... إنسانا ...حضارة ...مشاعرا..جمالا...حبّا

القمر لا يكرّر ضوءه
الربيع لا يكرّ اخضراره
والشعراء يحاولون ان لا يتكرّروا

يعتلون دائما صهوة النبل والجمال والإدهاش

شاعرتنا تُعيدُ لنا هديل الحمام ومواقد الليل
تحلم ببحار من الحريّة والياسمين

شاعرنا ينتظر ما يأتي به الحلم
يهيئ المطر والزرقة
ويعزف على الموج كلّ الكلام





قلم يلوّن المسافات بأغنية من كتاب النهار
و
قلم يرتفع فوق الريح



***********


فارسا هذه الحلقة
..

يزرعان أناشيدا في القفار


لا أنيس يرافقهما سوى :

طائر السلام
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

من هنا سيطل علينا فارسان جديدان ..

فـــــي :



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


أوراق مســــــــافرة
 
الورفة الأولى
أملي


ذَاتَوْقتٍ ..
علَى صَفائِح اللْيل غفوْتُ
تلبَّسَنِي شَوْقٌ والقانِي علَى رصِيفِ النَّار فِي أحْشَاءِ غُرْبَةٍ..
تتكوَّرُ بالحنايَا تعَاويذُ اْنكِسَارٍ..
تناهيدٌ تخْترقُ صدْرَ الحِكايَاتِ..
لترْسُمَ على ضَريح الرُّوح وَطَنًا يُرَاقِصُ الدَّمْعَ على ضِفافِ الوَجَع..
وآهــَــةٌ حَارقةٌ تضُمُّ الحُزْنَ بأضْلُع الألَمِ.....
آآآآآآآآآآه يا بسْمَتِي الضَّائِعَةُ

1__
ادريس



هاأنذا
مازلت أراوغُ خُطاي
أحملها على السير
بعيداً
حتى ينبطحَ الطريق
هاأنذا
مازلت أحمل شقاي
كما يحمل النحل
عنيداً
وزر الرّحيق
أتوق ليوم
أجلته الايامْ
أعيش لحلم
عشقته الاحلام


الوقة الثانية
أملي


علىَ وسَائِدِ الحَنين يتَّـكِئُ قلمِي..
يعْبَثُ ببَيَاض يقتاتُ علَى بقايَا حُلُمٍ
وعمُرٌ خلْفَ أسْوار الهَوَى يُردِّدُ ترَاتيلَ المحَبَّةِ..
أحتضِنُ السَّمَاءَ بعَبَاءَتِي، وأشْمَسَتْ رُوحِي بقُبُلاتِ العِطْرِ..
 
 

2__
ادريس

يهزني الشوق

إلى حليب أمي

ويخاطبني الرضيع

الذي كنت أناهْ

يلفني الصدق

تصفو البراءة

في أعين الصِّبا

يأخذني السمو

إلى زرقة سماه

تفيض الرقة

تزهو الوسامة

في وجه الذكرى

أمقت العُمرَ

في تجاعيد مُحيّاه
الورقة الثالثة
أملي





تلك القرية هجرت شوارعها

خبزها الأسمر يرسم ضحكة على أوتار القصيدة

حوله الكون ينخزه الضمير

ملح دمعته يفشي سرَّه جُرْحُ وطن

بمعارج الهوى المضرَّجة باللهفة  
 

ادريس

هاأنذا
مازلت أساير النبض
حتى يستوي الدق
ويخبو الشهيق
هاأنذا
مازلت أكابد القيض
كلما استعر الشوق
واشتد الحريق
يا هذا الذي
كنت أحياه
أين خرقتنا الاولى؟
أين خطوتنا الاولى؟
أين مراجيح السلوان؟
أين أنا منك
في حلاوة لهو؟
في وداعة عدو؟
أين انا منك
في دفئ الأحضان
 
 الورقة الر ابعة
أملي

فنْجَانُ قهْوَةٍ وأورَاقُ ياسَمِين علىَ طاولةِ صباحَاتِي
أجلسُ بحُضْن قصِيدةٍ واقرأ طالِعِي..
يا حُلْمِيَ الأبَيضُ في خطُوطِ فنجَانِي
يا حُلْمِيَ المُعَانِقُ عيْنيْكَ،
ابتسَامتُك المَجنونةُ تحْمِلُ حبَّاتَ نَدَى في فجْر الأمَلِ
لأجلكَ أرْمِي دَفاترَ وُجُودِي ، حُرُوفِي ،كلَّ أشْيَائِي
يا كلَّ أحْرُفَ ذكرَيَاتِي، وحَنِينُ نبْضِي ودِفْءُ خفْقِي وعطْرُ أناهِيدِي
 
 
_
ادريس




هُناكَ

بين أَغْصَانِ الفَرَحِ
عِناقٌ
يَفْتِلُ حِبالَ المَدى
شَهيقٌ
يملأُ شِعابَ الصَّدى
صَبيبٌ
يُخْرِسُ عَويلاً

...........

هُناكَ
بَيْنَ التِّلال المُطِلَّةِ
من نافذة الغِيابْ
مَشاعِرُ
تنتظر مفاتيح المدى
تَبْتَغي النّورَ سنيّاً
يمامٌ
يحملُ رسائِلَ الشَّذى
يَبْسُطُ الرّيشَ سَخِيّاً
صَوْتٌ
يهْتِفُ خَلْفَ الرَّنينْ
أنا جناحُ الإعْجابْ
أَنا بَلْسَمُ الغيابْ
أنا طائِرُ الحَنينْ
أتَيْتُكِ
من بابِ قصيدَةٍ
فَاعْذُري فُضول العِشْقِ
أَتيتُكِ
سابِحاً
جَناحَ الشَّوْقِ فلا تُكْسِري
أَتيْتُكِ يائِساً
فامْسَحْ دُموعَ الأنينْ
أبسط سماءَكِ رِداءً
سَنهيمُ سويّاً
على بِساطِ الغِوايَةِ
سَنَسْقي وُروداً
في حقول الخطيئَةِ
سَنَرْحَلُ بَعيداً
خارجَ وَحَلِ السِّنينْ 
 
 الورقة الخامسة
أملي


ذاتَ شَوْقٍ مُشْتَعِلٍ
انشطَرَتْ رُوحُهَا بيْنَ يديْهِ
نسِيَ أوراقَ اللهْفةِ علىَ وسادَةِ القصِيدَةِ
ونثر الحُلْمَ على سِحْر الأسْطُورَةِ
عناقا يسافرُ في عُنُقِ المِحْبَرَةِ
حرُوفًا صَاخِبَةً
على جَمْر اللقاءِ
 
 
__
ادريس



هُناكَ
على شِفاهِ الشَّهْقَةِ
قُبْلَةٌ
تَنامُ حالِمَةً
يَدُ حَريرٍ
تَمْتَدُّ ناعِمَةً
صَوْبَ خُدودِ زَهْرٍ
تَقْطِفُ نَسْمَةً
يانعةً
تزرعها بُذورَسِحْرٍ
في مِزْهَرِيَّةِ الهُناكْ
تَعْزِفُ لحناً
على رعشة الأَوْتارِ
ترسم لوحةً
على جبين الجذار
تَنْتَشي فيها الوُرودُ
تَحْمَرُّفيها الخدودُ
تلبس فيها الروحُ
ريش ملاكْ
تأخذني الغفوة
الى سكون المنافي
لأسمع صمتي
تفتح لي القصيدة
مخازن القوافي
لاكتب اغنيتي
تهيء لي النشوة
نديمَ الاماسي
لأشربَ كأْساً
تَنْتَظِرُني هناكْ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق