الاثنين، 13 فبراير 2012

26 - عادل الدرة و دينا نبيل







بقلم سليمى السرايري



يستم
ر العناق المتعجل بين الوقت الهارب ومعالم المكان الدافئ

وتسقط آخر ثواني العام المنصرم فوق حصون الرمال والرياح ..
مركب يبحر في عمق الحرف
يمتدّ في الزبد القرموزيّ
موج يعانق موجا
وأصابع تلتقي عند نقطة الإبداع
فيستمرّ صوت الشعر
وتستمر أغنية شتائية تستنزف أوراق العمر المضيء
على قارعة الأماني .. مستلهما لحظات راكضة ..
يستوقفها شاهدان يحملان كل مقاليد النبوغ والشهادة
لحن واحد يأخذنا على سلّمه إلى أرض أكثر اخضرارا
فيُزهر القرنفل
و تكبر النجمات
نتعلّم من أين ت
أتي النوارس
من أين تنبت صفصافة الشعر


لتمنحنا الكلمة سمفونيّة تجعلنا نحلّق عاليا
فترحل بنا الى عمق الوجدان والمشاعر التي اختلجت في عمق الذات
النبيلة -- الذات الشاعرة

فالكتابة كالابتسامة تزرع الصدقات على الأفواه الحزينة
والكتابة كدمعة رقراقة في القلب.

الكتابة مملكة فوق السحاب لا يدخلها الاّ من سكنته وغسلته اللغة


شاعرتنا جاءت بهذه اللغة فأعادت عشب الذاكرة
أعادت للنجوم بريقها

شاعرتنا تخبئ في كفّها أغنيات للبحر .
وشاعرنا يعزف على الموج وجع الشعراء الذين صنعوا قلاعا وزغاريدا
شعراء عانقوا الوجع الحقيقي - قلق الكتابة.



تعالوا معي أيّها الكرام
ولنترك الغيم مفتوحا على البرق على المطر على العشب واليمام


ستأخذنا الورقة تلو الورقة
وسنعرف من أين تجيء الفراشات
سنعرف كيف نرقص مع الكلمة


*****


فارسا هذه الحلقة
..

يمضيان معا كغمامة عاشقة،
يعانقان حبّات بلون الفجر


لا أنيس يرافقهما سوى :

طائر السلام
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

من هنا سيطل علينا فارسان جديدان ..

فـــــي :



أوراق مســــــــافرة
 
 
الأديبة الجميلة : دينا نبيل
والأديب الشاعر الراقي : عادل الدرّة



سجلاّت النيل والفرات

عادل الدرة
الورقة الأولى





الحب والحزن يزرعاني طوال الليل أسامره
أحاول أن أكتب قصيدة
تفر الحروف من شفتي
قلمي يغفو بين أصابعي يرفض الكتابة
أعانق مخدتي
أحكي لها
لعلني أرى حلما يفرحني
أشرع أبواب ذاكرتي لعلها تمر علي
يأخذني نوم عميق ويغلق كل الابواب


دينا نبيل

الورقة الأولى


الأبوابُ تغلقُ دوني ... حجرتي مظلمةٌ
أضُمُ وسادتي
تَضلُّ عيناي صفحتَها البيضاءَ وسطَ العَتمةِ
تحَسستُ شمعةًً إلى جواري أريدُ إشعالَها
ولما التقطتُ وسادتي ....
إذا بها قد تَحجَّرتْ .. آلمتْ يدِي حَوَافُّها
سَقطتْ
أهْوَيتُ ألملمُ فُتَاتها
فَتَمَزقتْ بين أشلائِها رُوحي




عادل الدرة
الورقة الثانية

روحي حمامة..
تطير بين سماوات الحزن
وأرض الضياع
كلما لاحت لي أرض
تهللت روحي فرحا
لكن عندما تقصدها لاتجد الا محض سراب
إذن هكذا سأبقى
طائرا حتى تخوم النهاية






دينا نبيل
الورقة الثانية


....النهاية
أغْلقتِ الكتابَ
خلعتْ نظارتَها
وراحتْ ترتبُ غُرتَها الفضيةَ
سقطتْ خصلةٌ في يدها...تنظرُ إليها وتضحكُ
لاحَ لها على الستارِ
وجهٌ يتماوجُ !
قفزتْ على قدميها .. وبخطواتٍ ثابتةٍ تسير
تمسكُ الستارَ .. فيتلاشى الوجهُ!
تألّقَ من خلفِ الستارِ صوتٌ لطالما اشْتاقتْ إليه
أزاحَتْه .. وفي السَّماءِ كانَ الوجهُ مبتوراً عن الجسدِ
يدعُوها في تَحْنانٍ :" تعالي .. تعالي ..!"






عادل الدرة
الورقة الثالثة

تعالي الى بحري
ضعي كفيك في كفي
نسافر آخر الدنيا نغني حبنا الابدي
بلا خوف من الماضي
ولا الآتي
غنانا سوف يطربهم ويرقصهم
وأدمعنا لنا من فرحة الحب
على الخدين تنهمل
وتشتبك




دينا نبيل
الورقة الثالثة



تَشْتَبِكُ .. وأُفَرِّقُهَا بأنامِلي
خُصْلاتُ شَعْرِكَ!!
أُريدُ أنْ أَهِيمَ فِي فَيرُوزتيكَ!
بَحرانِ يأخُذاني بِلا شُطآنٍ
زَورَقِي قديمٌ مُسْتَهامٌ
تُرَاقِصُهُ الأمواجُ ..فيَلّفُّ
وأضْحكُ
لكنّ .. الأمواجَ تَتَحَامقُ!
راحَتْ تَلطِمُني
" كُفِّي.. قد تَمَاديتِ!!"
أين كفُكَ الذي وَعَدتَ به ؟!
قد أخلفْتَ وَعْدَكَ
" لماذا ؟...لماذا ؟"




عادل الدرة
الورقة الرابعة


لماذا تصبح الدنيا ...
حلقات من فولاذ تضيق على أعناقنا؟؟
لماذا رونقها ينطفئ في العيون؟؟؟
لماذا تبدل الناس والنرجس والجلنار؟؟
هل هذه الدنيا منذ بدايتها؟
أم أنها تبدلت؟؟
أسئلة تتعبني






دينا نبيل
الورقة الرابعة




تُتْعِبُنِي أَسئلتُكِ!
يلجمني فُضُولُكِ!
كَما يَخْنُقُني عِطرُكِ
مئزرُ رُوحِكِ ما عادَ يَسَعُنِي
خَاتَمُكِ الفولاذيُ يَحبسُ الدمَ في إصبِعِي
عيناكِ العسليتان
شفتاكِ البللوريتان
جيدُكِ اللجينيُ
ما هي إلا .. ألوانٌ !!





عادل الدرة
الورقة الخامسة


ألوّن الفراغ بسوسنة
وأكتب رسالة للطير يوصلها
الى غمامة تائهة

لعلها تمطر سماء روحي الخاوية

فتعود


أزهاري التي ذبلت الى الزهو






دينا نبيل
الورقة الخامسة


بزهو تَرْفُلُ في فستانِها الهَفْهَافِ
بدلالٍ تَنثرُ بتلاتِ أزهارِها عليه
ينتَشِي لأريجِها فيُهدهِدها على راحتيه
تَكاثفَ الغيمُ
المطرُ يَهمي
تهدّلتِ البتلات وغاصتْ في أعماقِه
جلستْ على حافتِه تبكي زَهْرَاتِها
ذابتْ في دموعِها وراحت تجري إلى جَانِبه
وعند شطِ العربِ
الحبَّ والأملَ يزرعان!
بزهو تَرْفُلُ في فستانِها الهَفْهَافِ
بدلالٍ تَنثرُ بتلاتِ أزهارِها عليه
ينتَشِي لأريجِها فيُهدهِدها على راحتيه
تَكاثفَ الغيمُ
المطرُ يَهمي
تهدّلتِ البتلات وغاصتْ في أعماقِه
جلستْ على حافتِه تبكي زَهْرَاتِها
ذابتْ في دموعِها وراحت تجري إلى جَانِبه
وعند شطِ العربِ
الحبّ و الأملَ يزرعان!





أوراق مســــــــافرة

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق