الاثنين، 13 فبراير 2012

18-سهيلة الفريخة و ماهر المقوسي





بقلم سليمى السرايري



تمنحنا الكلمة أجنحة تجعلنا نحلّق عاليا
فترحل بنا الى عمق الإبداع أين تختلج المشاعر الإنسانيّة الصادقة في الذات
النبيلة -- الذات الشاعرة

فالكتابة كالابتسامة العريضة تزرع الصدقات على الأفواه الحزينة
والكتابة كدمعة رقراقة في القلب.

الكتابة مملكة فوق السحاب لا يدخلها الاّ من سكنته وغسلته اللغة

شاعرتنا جاءت بهذه اللغة فأعادت عشب الذاكرة
أعادت لنجمةٍ بالجنوب بريقها

شاعرتنا تخبئ دائما في كفّها أغنيات للبحر
وتعزف على الموج وجع الشعراء.

تمنحنا المدى
تمنحنا قليلا من الدهشة
قليلا من المطر
قليلا من البحر


شاعرنا يرتّب الكلام ويطرّز شراشف الحروف هناك في قلعته الأبديّة
يكتب بحبرالقلق والضياع ، الفرح والحلم
فيندلق شاعرنا في الألق ملِكا


تعالوا معي أيّها الكرام
ولنترك الغيم مفتوحا على البرق على المطر على العشب واليمام


ستأخذنا الورقة تلو الورقة
وسنعرف من أين تجيء الفراشات
سنعرف كيف نرقص مع الكلمة
هناااااك عند الانصهار
عند الحلم.


وكما تعوّدنا ، أعزّائي،

نرحل الليلة مع نورسة ترسم أوراقها على جبين البحر
فنمتطي معها سفينة الإبداع

ومع شاعر ينثر شذرات روحه في صحائف مليئة بالصور والدفء



قلم من قرنفل
و همسة نور منسكبة من شرفتها العالية

شاعران
ينقشان الحرف على تفاحة البدء
ثم
ينهمران معا في قدح من اكسير الحياة.
فيشرق المكان







يمضيان معا روحا ترقص بالشعر،
يمسكان شمعة لن تطفئها الرياح

لا أنيس يرافقهما سوى :

طائر السلام
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

من هنا سيطل علينا فارسان جديدان ..

فـــــي :



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


أوراق مســــــــافرة
 
الشاعرة المتميّزة
سهيلة الفريخة

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


الشاعر الكبير
ماهر المقوسي





نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
صرخةٌ تصدّعُ المسافة


الورقة الأولى
سهيلة

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


جوانــا الصّبُ سُلطانـا
و قد دنِفت أماسينا
و كانت نِصال الدّجى ...
مُسنّنة
تهزّ السراب على خصرها
تنزّ الضباب في جوفها
عمق متاهاتٍ من الشوقِ
تغتربُ آهة ظمأى
حدّ إكتمالِ تواريها
و فينا أوردة صدأى
مرصوفة
محفوفة ..
ببعض الغبارِ العنيد
تراكمت خرافتهُ
على نِثارِ مآقينا
شأنها
شأن البرق المسافر
على كتفِ غيمةٍ عاقرةٍ
شأن الحثى المحترق
على شاطئٍ ما ملّت جنائزهُ
تنعي مواكب الخطى
و كم حمِئت دوالينا
و الظلُّ يحتويها



الورقة الأولى
ماهر
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

إن أصغوا السمع
سمعوها ترثينا منذ احترقت
تلك النخلة المهمشة في ذيل التراب
عذرا لكل العاشقين
لم تنالوا حظنا من الذباب يتكاثرعلى دمنا
ومن احتراق العطر على صدرينا
آلاف الكلمات التي نزفناها قبلا لوقوف
مصلوبةٌ على ضريح أبجدية الدفء
مضرجة هي الصرخة تحت سياط الغناء
مضرجة بذنوب ما ارتكبتنا
عذرا ...
لم تنالوا حظنا من خيانة الريح
وانقلاب التعب
هي فارقة
حين يسكن الأملَ دبيب الموت
هي فارقة
حين تنتحر الورود على خطانا







الورقة الثانية
سهيلة
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

عُرس الغيم في الهزيعِ
رضيض الغيثِ ما احتلبَ
طعنات الخريف
غفلة المِنجل
و بعض السنابل الزائفة
بعض النخيلِ المهزومِ
هزّ رقابهُ للريحِ ...
و الريحُ كم استرأفَ ..
رطيب الجريدِ و ذاكـ الربيع ..
المؤجل
مازالت مواسمنا
مِجهاضٌ ..
كـ هودجٍ سقط من سنامهِ البِطان
مقابضٌ ..
يستلّها الوجعُ و الدمعُ الجبانُ
كـ عوسجٍ في التلِّ الخضيبِ يبتهلُ
و الطللُ يجثو على الجمرِ
بصدرٍ امتلأ حتى ..
فاضَ
و هو لم يمل اعتناق مذهب المجرفة





الورقة الثانية
ماهر
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

يا للريح ويا لمواسم هجرة الدخان فينا
أتذكرين بدايتنا
حين كان الرمل يُسرِّح مع الغمام همهماتي
حين كان الرذاذ يداعب جدائلك
فأطلقتِ حنجرة القلب
وابتدأتنا الأشجار عصفورين
قبل أن تكتسي الأمداء بالرنين
يا لرنين الوحشة
ويا لسؤال الطيبين:
هل فكرتَ يوما
كم دمعة ذرفت وستذرف
وكم استهلكك المطر نبياً
لتمكث في الصدف المبتل بلا حضور
وبلا ذاكرة تغفل ميتاتك؟
لعله في تجاعيد الجبين
تخبأ سر العبث
هكذا قالوا ..حين ارتكبهم الجليد







الورقة الثالثة
سهيلة


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

زخرفتَ جرحاً
على رقعةٍ منسيّةٍ من السماءِ
أكبر من مساحتها
بحجمِ مجرّةٍ و نصف ..
من العناءِ
تساقطَ الشهبُ عبلاً
ما أصغى لروحٍ
بلغت في حبكـَ التراقي
دبّجتَ دوحاً
من الأحلامِ الخؤونة
هدمهاَ النزف ..
أوج ثورتهِ
على معبدٍ منسيٍ
من عصرٍ متحجّرٍ
كـ الدمعِ في المآقي
منحوتة أرابيسكيّة ..
تاهت في تشعّبها طفولة الأحلامِ
و انطفأت على استسقاءِ الرخامِ
آخر شمعةٍ
ما همّها البكاءُ
تمرّدت على ليلٍ لم يُمهلها فرصتها
في مجابهةِ القمرِ
لم تفكّر بطقوس الإنصهارِ
تستفتي المسافة
" اي شرعيةٍ أخفيتِ طبقاً لعُرفها..
ملامحَ الليلِ الوريقِ
ملاحم الأحضان
حيثُ انتخعَت أنفاسكـَ أيا ماهراً
في عزفكـَ على أنفاسي
و حيثُ رعشة أطيافي
من صدى الهديلِ توقَدُ .. هذا
إن هان عليكـَ
احـ .. احـ .. احـ .. احتراقي "





الورقة الثالثة
ماهر
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

كم انتظرتك كي يزملني النَفَس
كم انتظرتُني كي أبدأك من جديد
فابتدأني الحجر
والسياج
والغد المعلب
كم ابتدأني الحجر
متكئا على لحاء التمتمة
من أجل هذا كان المدى سراب الوقت
كان الوقت قمح المتخمين باليومي
والنظرات الباهتة
تجاه انشطار الذات عن المعنى
أو العكس
هل شاهدت ضباباً يهيء مرآة
لعاشق أتقنته أرصفة السؤال؟
وأتقنه
مكوث المشردين في مسامه
يتبادلون التحايا
وتفاصيلا عنهلم يعرفها
وقصصا عن حبه
لم يعشها؟







الورقة الرابعة
سهيلة
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

أتضاءلُ في لجّة التباريحِ
أتساءلُ ..
أينكـَ مني و الشُريانُ عنكـَ يغنّي
أينكـَ قلبي
و الإنشطارُ زعزعَ سيقان التباريجِ
حتى يستاف الحجر
صبأوت البتلاتِ
حتى يُصاغُ العطر
من شقائق النعمان الفتيّة
تشقّ عباب الياردة
ما تهاب الخريف
و كم صادقَ صبيب الريحِ
هذيان الحمّى و بوحها
و الحمأ الكفيل بخطى الضريرِ
تنسابُ زغاريد الأبراجِ من مرصدها
تُباركـُ نقاط الإستفهامِ في غير سطرها
بيني و بينكـَ جسراً من الصّدفِ
مازال اللؤلؤ في قلبكـَ يصقلني ..
و ينادي
ينادي
ينادي كي نقتفي أثر المتاهِ
كي نسافر بالكلامِ
كي ... نمرّغَ صوتيْنا
في لوحِ القمرِ الوائلِ
إلى كفي




الورقة الرابعة
ماهر
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

تدخلين دمي نافذة لإسقاط المسافة والوقت
عن خارطة الحكاية
وكل مرة
يكتشفك الحرس
يفتشون دمي
حزناً حزناً
دائما يبحثون
عن أجندة مفترضة للضوء
يزرعون أجهزة الإنذار المبكر
دائما
لا يستطيعون هزيمة رائحتك في دمي
ومنع صلاة الانتظار
فأعيد ترتيب تراب الجرح
وأبحث عن ضفائرك
في ظلالا لرحيل







الورقة الخامسة
سهيلة


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

فِ الليالي
فِ الدموع
فِ ذكرياتنا ..
و ما تبقى منها ينهالُ على غربة الأطلالِ
يهرولُ بين أرصفتها
يُتم جدائلي
يبكي الحمامُ من أعالي المآذنِ
صدى الهديل
يصدّعُ مرايانا
و الطيف خفقت خوافيهِ
مُجرّداً من كلّ الحُطامِ
يستطيبُ دمعهُ الأحمَّ
بعقمِ روحٍ تستأثرُ فينا الأشباح
بـِ هدهدتها
يتلاشى بنهمٍ ..
غيمٌ يزرع البرق حرفاً
يُسهبُ من أنوُئهِ جنين القصيد
و صرخته الأولى المؤجلة
أقاتلــــــي
فينا صرخةٌ ثملى
تترنحُ زاهدةً
كعربيدٍ اسودّت في نواظرهِ السبلُ
راح يبحث عن نقطة الضعف فينا
و هي من بِذارِ الشوقِ تتسمّدُ ..
السُلوان
يستلطفها المطر
و تصطلي إناثهُ على جريدِ حواجبنا
متيمّنةً بالإبترادِ
أمام قدّاسِ الشيحِ
أقاتلــــي
حنانيكـ فإني ..
مخضبة بحنّاء الجمرِ
أضحت همهماتي ..
لوحة تنصاعُ لفواقعيّة الفكر السريالي
حنانيكـ قاتلي
حنانيكـ قاتلي





الورقة الخامسة
ماهر
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ستمكث داخلي مساءاتنا
وما عشنا من عناق
عندما ترين عينيَّ في الغيم
انثري ما تبقى لديك من دهشة
علَّ الدهشة تكون متكأً لهدهدةٍ تجيء
وأدي صلاة المطر
كي لا تخذلي البريد
كم تغلغل جسدي في البرد هذا المساء
وكم ضاق صدر الأرض أمام كلامي الذي لم يقلني
أسافر في ذاكرة الطين
بلا حقائب
وبلا مودعين
وبلا شفتيك تمنحاني القدرة على التأقلم
مع اجتياح الملح
وصخب الصمت
وحدي أودع ما نسجته العناكب
على خربشات العابرين عن جداري
كم كانت الأرض انتكاسة للأغاني
في حضرة المجازات
لطقوس انفصام الذات عن شارعها المسكون
والمترع بترنحات الفراشات
تلك المنبثقة من تحت أنقاض الريح والغبار
وتكسُّر الضوء
لم أكن أحتاج كل هذا الحزن
لم أكن أحتاج كل هذا الحزن
وما كان العالم يحتاجني سيزيفَ الوجع والتعب
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق