د. محمد الأسطل
الورقة الثانية
يا لِهذا الشَّوقِ الشَّرُودِ ..
كَالطُّودِ ..يَهرُبُ مِنِي في الأعَالي ..
لِيرى الأطلسَ ووجهَكِ المَسكُونِ .. بالسِّحرِ العَنِيدِ !
أينَ مِنِي نَظراتُ عَينَيكِ .. وذيَاكَ السَّنـَا بَرِيقِ ..
ونَشوَةُ الناضِراتِ فِي مُحيَّاكِ ..تَزُورُنِي .. اليومَ عِطراً ..
قـَد لامَسَتْ كَفَّيكِ الرُؤى ..لتُعلِنَ مِن عُمقِ أعمَاقِي ..كُلَ الأيامِ عِيدِ !
أريدُ لِشَمسِي أن تَبزُغَ ..بَينَ شِغافِكْ .. لأطُوفَ كلَ مَساحاتِ صَفصَافِك ..
كَسِربِ حمامٍ ..
يَعشَّقُ الأفـُقَ يَهوَاكِ ..
أو كَمرجِ زَنابقٍ يَنثُـرُ الحُبَ يَغشاكِ , ..
الآنَ سَماؤُكِ تُغطِي حُقولِي .. وزرقَتُها تــَمتَدُ نَحوِي ..
لأُولَدَ من الزَمَنِ الأنِيقِ .. كَعُشبٍ أخضَرٍ يَكسُو الضِفافَ فِي دواويني .
زَهرَتُ الرُّمانِ ..
تَشهدُ بأنِي .. إختَرتــُكِ لي !
يا أنتِ :
شدي وِثاقِي .. بِخِصلَةِ شَعرٍ ... وافتحي نافِذةََ العِشقِ ؛ ..
لأُهدِيكِ .. هَواءً ..رَطباً ..
وشَوقاً تُضَمِّخهُ.. اللَّهفَةْ
خُذي هذا .. الغَزلَ .. طََيِّـعاً ..
كالعُشبِ الأخضَرِ ..لِتَغسِلِيهِ .. بزخاتِ الوَدَقِِ
فأنا مُنذُ الصِّغَرِ ..
أتنفس عِشقاً كالنورس
مُضنيةٌ أنتِ ... كَعشقٍ .. مغاربيٍ ..
مُنزَرِعٌ كالقُبلَةْ
زاهيةٌ أنتِ ... كسربِ فراشٍ .. يَتَطايَرْ
عشقُكِ ... يَتَهادى .. فوقَ القلبِ ..
وهذا الشِّعرُ .. يَعبُرُنِي .. زخاتٍ ..زخات ..
فَلتُزهِرَ فِي عَينَيكِ ..الجَّنةْ !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق