الأحد، 19 فبراير 2012

27 - نجلاء مسكين و د.محمد الأسطل






بقلم سليمى السرايري

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


هذا المدى فاتحا ذراعيه لفارسين يحملان
سرّ الأحلام...
بدء الفصول..

والحروف التي لم تسجّل بعد.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

هنا، عند إيقاع القلوب العاشقة للجمال
هنا، القمر يطلّ علينا من بيته الورديّ
هنا الشمس تقترف لغة الدفء
يردّان الغيوم إلى الرحيل
يعانقان غصون الإبداع
فتنوّر أشجار اللوز.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

هنا

سنبلات باسقات
ابتسامات عصافير ملوّنة
مدن ترقص على كفّيهما
يرثان السماء كي تطير إليهما الحروف كما الفراشات.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

فارسان يمنحان لنا الورد والياسمين
لنقطف ما تبقى من الزمن الجميل
فارسان يبتكران أسطورة جديدة لحقائب السفر،
لأوراق مسافرة إلى الذات الشاعرة،
تطوف حول المعنى كطواف الأرض بالشمس حول المجرّة.

هنا لحظة الدهشة والانخطاف المفاجئ تجاه كل ما هو أصيل وثابت
ممّا يمثّل فرصة الاحتماء داخل دهليز الذات الهاربة إلى الغموض
فنستمع إلى صدى أنين غريب في هذه الأوراق.

إلى أغنيات ملأى بالصدف
إلى طيور تخيط البحر بالسماء



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


موّالٌ خفيف من الزمن الجميل يصّاعدُ من عمق السكون

عصافيرٌ تعبرُ من هنا و تترك وراءها أغنياتٍ ملوّنة.
هكذا جاء شاعرنا يعبر كلّ الثنايا، ويفتح ألفَ
نافذةٍ للقصائد التي لم تأت بعد

تهرع إليه التفاصيل فتطوف الكلمات على الحجرات بداخله, فبأيّ حرف ترسم ملامحَ القصيدة أيّها الشاعر؟

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

شاعرة تقف على نجمة كريستاليّة حيث تركض إليها الحروف بأقدام الطوفان

لهذه الشاعرة خطوات غزال شارد ..
يلتف حولها اليمام...
ويأتي البجع من خطه الإستوائيّ
و يأتي السنونو
والكلمات تطير .... تطير في الهواء إليها ..
وتحضر الحروف لتحط على كتفيها


وفي طريقها،
يتجدّد العشب
وتضحك حفرة في الحديقة





نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

من هنا سيطل علينا فارسان جديدان ..


فـــــي :
 
 
 
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
 
 
الورقة الأولى

نجلاء مسكين


تمرد كما تشاء..



على وجنات القمر
في ليلة لجية
و الغدير يعكس براءة الحلم
أرسم طيفك الزاهي..
أتورط بحمق في مشهد صبابتي
أراقص لغزك بأعماقي
و أتمرغ في شراهة نبضي
أحاول جاهدة فك شفرة طغيانك
فتحتلني..
أيها الساكن في فلوات قلبي
و الهائم في سماء احتراقي..

يداعبني تمردك
و شغب الطفل الذي يسكنك
أنصهر في لذة عبثك
و همجية تكوينك
يا فارسا يهزم جيوش كبريائي
يطوع قلبي بين يديه
حساما يمزق صليله لهفتي..

تفنن في طقوس عصيانك كما تشاء
فأنا أعشق سوط جلادي
و الحب عندي مجازفة كبرى
أدخلها و أنا مسدلة الأهداب
تمرد أيها المجنون بحبي
و المفتون بإصراري..

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
 
 
د. محمد الأسطل
الورقة الأولى

يالتي .. يتوضاُ الصبحُ بسحرِها ..
طبتِ وطابت الدُّنيا في مُقلتيكِ
أنا قد يَممتُ شطرَكِ أهطلُ .. كالمطر ..
هاكِ أشواقي ..ليسنوكِ .. القمر ..
أنا ..
قد حَمَلتُ أشجانِي وذِكراكِ وأبجدياتَ النُّورِ ..
ليستفيقَ ذياكَ الطريقُ الذي يفضِي إليكِ .


سَأكتبُ على طريقَتي عبرَ المسافاتِ المقسَّمَةِ بيننا ..
بألفِ بابٍ وبابْ , ..
لأخطـُوكِ يا شوقِي باختِصَار ؛ ..
فإغمَاضةُ الشرودِ تَنهلُ الأعماقَ .. مِني, ..
وطقطقاتُ هَذا الجمرِ على نارِي .. لا تنتظرْ
ما زلتُ أنسُج الأحلامَ وفرحةَ الأيامِ ..
من خُيُوطِ الضَّياءِ .. المكدسةِ فِي عينيكِ

يا لهذا الشَّغفِ المرابط .. بينَ شفاهِ التوغلِ والإنصِهار !
ماذا أقولُ لفَراشِكِ المُكتَنِزِ بِرُؤى الفتُونِ ..
وأجنحةِ الأنُوثةِ .. المُرَفرِفَـةِ .. فِي أُفُقِ الغِياب ؟!

أنتِ غيمٌ مِن عبير , ومطرٌ من رَحيق , ..
وأنا أرتَشِفُ منكِ .. الشَّذَى .. فيَستَفحِلُ فِيَّ الظمَأ
مُرينِي بشيءٍ مُستَحِيل , ..
قُولِي .. شُروطَكِ كُلها ..
إلا التي فيها .. عَطِشت !
 
الورقة الثانية

نجلاء مسكين




اختزلني حرفين..


يا أيها المقيم في روابي القلب
اقطف من دالية احتراقي
عناقيد وفاء
و لملمني..
اختزلني في حرفين..

..داعب وهج المقلتين
كي تراك فيهما..
تنقل في خارطة أنفاسي كما تشاء
و بعثرني..

أيها الجمر اللذيذ
أحرق مذاهب لوعتي
و أعزف من أنَّتِي مقطوعة خالدة..
رافقني حيث أكون
و حيث تكون تذكرني.

يا قارئ فنجاني المجنون
فك تخاريف ذهولي
و علمني تعاويذك.
.فأنت ساحر مفتون باحتراقي
أنت تاريخ ميلادي
و شمعتي الأخيرة
اقتل فيِّ غيرتي
و علمني أصول العشق دون ألم
فأنا نيرون..
أشتهي اشتعال مدينة الأحلام بلهبي..

كن ما تشاء..
كن بردا ..كن ثلجا..
كن رمادا ..و اختزلني في حرفين
حاء و باء..
حب لا يعترف بالمستحيل

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
 
 
 
 
د. محمد الأسطل
الورقة الثانية


يا لِهذا الشَّوقِ الشَّرُودِ ..
كَالطُّودِ ..يَهرُبُ مِنِي في الأعَالي ..
لِيرى الأطلسَ ووجهَكِ المَسكُونِ .. بالسِّحرِ العَنِيدِ !

أينَ مِنِي نَظراتُ عَينَيكِ .. وذيَاكَ السَّنـَا بَرِيقِ ..
ونَشوَةُ الناضِراتِ فِي مُحيَّاكِ ..تَزُورُنِي .. اليومَ عِطراً ..
قـَد لامَسَتْ كَفَّيكِ الرُؤى ..لتُعلِنَ مِن عُمقِ أعمَاقِي ..كُلَ الأيامِ عِيدِ !

أريدُ لِشَمسِي أن تَبزُغَ ..بَينَ شِغافِكْ .. لأطُوفَ كلَ مَساحاتِ صَفصَافِك ..
كَسِربِ حمامٍ ..
يَعشَّقُ الأفـُقَ يَهوَاكِ ..
أو كَمرجِ زَنابقٍ يَنثُـرُ الحُبَ يَغشاكِ , ..
الآنَ سَماؤُكِ تُغطِي حُقولِي .. وزرقَتُها تــَمتَدُ نَحوِي ..
لأُولَدَ من الزَمَنِ الأنِيقِ .. كَعُشبٍ أخضَرٍ يَكسُو الضِفافَ فِي دواويني .

زَهرَتُ الرُّمانِ ..
تَشهدُ بأنِي .. إختَرتــُكِ لي !

يا أنتِ :
شدي وِثاقِي .. بِخِصلَةِ شَعرٍ ... وافتحي نافِذةََ العِشقِ ؛ ..
لأُهدِيكِ .. هَواءً ..رَطباً ..
وشَوقاً تُضَمِّخهُ.. اللَّهفَةْ

خُذي هذا .. الغَزلَ .. طََيِّـعاً ..
كالعُشبِ الأخضَرِ ..لِتَغسِلِيهِ .. بزخاتِ الوَدَقِِ
فأنا مُنذُ الصِّغَرِ ..
أتنفس عِشقاً كالنورس

مُضنيةٌ أنتِ ... كَعشقٍ .. مغاربيٍ ..
مُنزَرِعٌ كالقُبلَةْ
زاهيةٌ أنتِ ... كسربِ فراشٍ .. يَتَطايَرْ

عشقُكِ ... يَتَهادى .. فوقَ القلبِ ..
وهذا الشِّعرُ .. يَعبُرُنِي .. زخاتٍ ..زخات ..
فَلتُزهِرَ فِي عَينَيكِ ..الجَّنةْ !
الورقة الثالثة


نجلاء مسكين



لعينيك لغة..


في عينيك
أجدني أرتميس
إلهة الجمال
و العشق العذري..
و شهقة بلون الشمس
أراني..

خليلة النبض أنا
و سليلة نخوتك..
تورطي فيك جنون
..و إدمانك غنجي أسطورة..

امتطي براق الحلم
يا نديم الليالي السامرة..
و على أجنحة قلبك
احملني بتيلة وجد..
انصب أهدابك شراعا
يهديني إلى جزر أحلامك

و كفك الحاني
ابسطه بوصلة عشق
تدلني عليك..

في غدران نظرتك الحالمة..
بعثر ملامحي
و بين الشفتين
خبئني
همسة هفهافة
تراقص هذيان النهى
و خفقات القلب..

نظرتك اعتراف
و تناهيدك وله
و ضياعك في خطوط يدي
غرق جميل
و دهشة
تُوغلُ في ذات البوح
و نسمة
تنبثق من لواعج الشوق

ينتفض النسرين
في عتمة الصمت
و يفوح أريج حضوري
في مقلتيك

قبس من حبور أنا
فأل لقاء
و لغة تتكرر في عينيك...

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
 
د. محمد الأسطل
الورقة الثالثة

لتَغمرَكِ عافِيَةُ البَنَفسَجِ , ولِتَدخُلِي بِقَدَمَيكِ قَفَصَ الضِّياءِ .. لِي
أُحِبُّكِ .. وأَعرِفُ مِنكِ كلَّ طُقُوسِ الغَرَقِ , فَأنتِ مَوجٌ , ودُوّارٌ , ..
وعَرُوسُ بَحَرْ

تُرهِقُنِي نَظَراتُكِ الـمُتَدَحرِجَةِ عَلَى سُفُوحِي
يُرهِقُنِي أكثَرُ ؛ ..
عَطَشُ الثَّلجِ الـمُعَتَّقِ فِي سَرحَةِ الإجاصِ العَنِـيدْ

قَلبِي مَدِينَةُ زَنابِقٍ تَتَفَتَّحُ
صَدرِي حُرشُ صَنَوبَرٍ يُراهِقُ ..
وأنا ..
أُحِبُّكِ .. قَمَراً , تَحتَ سَماءٍ صَغِيرَةْ ؛ ..
لِأَغفُو عَلَى كَفَّيكِ كَزَهرِ اللَّوزِ ؛ ..
كَدَمعِ الكَرَزْ ؛ ..

كأُغنِياتِ الرِّيفِ .. عندَ زَخِ المَطَرْ
أُحِبُّكِ .. جِناناً , وأَفتَحُ عَلَيكِ جَمِيعَ المَرايا , ..

نُوراً , وعِشقاً ,..
لأَدنُو من بَريِقِ عَينَيكِ , بابتِسامَةِ النَّورَسِ الـمُبَلَلِ بالصَّهد ؛ ..

فيَنمُو فَوقَ العُشبِ عُشبٌ ؛ ..
ويَحتَفِلُ بِكِ عَبَقُ الياسَمِينْ .


عَيناكِ .. لوزٌ عربيٌ .. أكحَلْ.. وصَدركِ .. مُعتقلٌ .. أوسَعْ
أنـا ..
كُنتُ .... المتَّهمَ الأول
فكيفَ .. أُرافِعُ .. عن حَرفِي ..
وأنتِ ...شاعِرَةُ .. المحكَمَةِ .. العُليا ؟!
سَماؤكِ ... تحاكِمُ غَيمِي .. والوَجدُ .. تَساقَطَ مِنِي..
كَلِماتٍ .. وقُبل ..
وهذا القَلبُ ... ما فَتِىءَ .. يُخاتِلُني ..
لِيَنخُلَ ... مِن رُوحِي ..
الشَّهقَةْ !

الورقة الرابعة

نجلاء مسكين
لا تلمني..


تدعي عفة قلبك
و تلومني..
تنعتني بالمجون شعرا و نبضا.

دعني أيها الجاهل لذة الوجد
أثمل بحمق من رحيق الجوى
و أدمن نيكوتين الهلوسة ..

دعني أحرض العاشقين على تعاطي البوح ليلا
جنوني فوق القانون و العادات
بدعة حلال .
حمق لا يرفع عنه القلم.

لا تعاتبني
أيها الغافل طقوس الهيام
احتراقي..نشوة
و شغب نبضي درس فلسفي
و عشقي ماجوسي
تعلم من رقرقة عيوني
لغة الشوق
و من همسي اغزل لحنا صوفيا
و اذكرني..
رتل تنهيدات صبابتي
و زفراتي اعزفها سمفونية خالدة

أيها الناكر لوعة العشق
نظراتك قاموس بوح
و أناملك المرتعشة رسالة شوق
لغتك مفضوحة .. مكشوفة
و غرقي فيك بلاء تدمنه
فلا تلمني..
جرمي..احتراق تقترفه مرارا في مقلتي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



د. محمد الأسطل
الورقة الرابعة

هذا المساءُ .. يَنْخُلُ صَوتَهُ ..
لِيمنَحَنا الصَّدى

أيُّتها الغارِقَةُ في بحُورِ العِشقِ :
لا عَرشاً يَعصِمُكِ .. مِنَ النَّدى
آوِي إلى مَقعَدٍ خَشَبِي
سَتَعصِفُ بِكَ نَزوَةُ أبريل
هي تَرَكَتْ مَذاقَها.. لِتَمدَحَكِ ..
فأنتَ عاطِفةٌ .. تَنتَهِكُ ... سِفرَ التكوِين !

كَيفَ لَنا أنْ نَكسِرَ الأزَلِيَةَ ..
كُلَما احتَجنا إلى رِوايَة ؟!
طاغِيَةٌ هِي الذِّكرى ..
عِندَما تَنسَكِبُ الصَّهباءُ في وَجنَتَيكِ

أشواقُنا .. تَتَهَجاها الكَمَنجات
لا نَومَ على تَدَرُّجاتِ الصَّهَد
غيمٌ يرصُدُنا احتِمالاتٍ رَطبَة
اِخلَعِي النَّومَ وتَسَربَلِي بالشَّفَق
تَعالِي نَنسُجُ من النَّجوى شَرانِق
تَعاليِ نُلقِي بالزَّمَنِ الأنِيقِ .. على الخَرِيطَة ..
لِيَجتاحَنا مَوجٌ مُطَرَّزٌ ..
من بَحرِ العَرَب


أنتِ تَغتَسِلينَ في أحداقِي كَالمَلاكْ
أنا .. مَوجٌ مُشاغِبْ ..
وعناقُكِ يُدرِكُنى في نشيدِ المَرافِئ
أرضٌ واحِدة لا تَكفِي هذا المَساء


أيا امرأةً ..
رَسَمَتنِي بِشَفَتَيها .. كَتَنَهُداتِ قُزَحْ
أنتِ تُسافِرينَ فِي عُرُوقِي .. كَشَكوى الياسَمِينْ
هَذا العِشقُ مَساحَتُهُ .. لا تَضِيقْ ..
و أقدارِي ما زالتْ تَغُوصُ في ذاكرتِك

كُونِي يا حَبِيبتِي .. هَواءً رَطبا..
لأَكُونَ لَكِ .. تَلوِيحاتَ رِئَتَينْ

الورقة الخامسة

نجلاء مسكين




طنين الذاكرة..


يوقظني رنين الذاكرة
طنين في عمق اللهفة
يدب صوب القلب مباشرة
تسابق أنفاسي لوعة لعوب
تراود شوقي عن نفسه

أخضب كف الحلم بالحناء
أنقش قمرا خمريا
و داخله صورة
صورة .. تعكس بريق مقلتي حين يتراقص طيفك أمامي
مزهوا برونق الذكرى

أعانق وهمك
و أغرق في شهد لقاء بحجم هذياني
في القلب قنديل من رخام و شمعة حمراء
و مزهرية تختال فيها كاميليا فاتنة
و فراشة تداعب النبض
تحترق بدلال بجمر الشوق إليك
و ما بين شغافه شهقة تولد بالتقسيط
تتوغل كلما اشتد وهج حضورك في المخيلة

و في لحظة تتقمصني..
أسافر إليك على أجنحة إغفاءة لذيذة
و ينساب اسمك على شفتي
كما النبيد ..أثمل حلالا طيبا
أهجرني لأعيشك
أحلق كرفرف مجنون لا اتجاه له سواك
يخترق مدارات هلوساته
يخل بمنطق التحليق
و يتبنى سماءك ملهى لعبثه المشتهى

و أصحو..
أصحو لأجدني بين يدي الحلم
وردة تتبرأ من أشواكها
و مملكة جليد مشتعلة وجدا
تنصهر ببطء في لهب الذاكرة


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




د. محمد الأسطل
الورقة الخامسة


أنا ..
ما زِلتُ .. أركَنُ قُربَ نَفسِي
لو كانَ لي أنْ أحُكَ قَلبِي ..
لأخرَجتُ الإنتِظارَ .. مُمَجَّداً بِكِ

عَليكِ أنْ تَجمَعَ كَلِماتِي المُضَمَّخَةُ بالزُرقَةِ ..
لِتَكتُبِي الصَّلصالَ .. مُمَدَّداً كالبَحر

يا سَّيدةَ الإيقاعِ .. والمساءاتِ المُشمِسَة :
الحِصَصُ الإضافِيَةُ لا تَكفِينا مَوسَقَة

عبثاً أحاوِلُ ..
أن أُهَدِىءَ .. شَراشِفَ الغِّوايَةِ ..
وتَنَهُداتُ وسائِدِي .. مَحشُوةً بالذِّكرَيات
كم تَمَنيتُ أن أغرِسُكِ .. في قَلبي ..
كقَصفَةِ غارٍ .. تمنَحَنِي الإنتِشاء

كانَ يَكفِي أن تَنامِي بين ظَهِيرَتَينِ ..
كي لا يكبُرْ الوقتُ
ليتَ المَدى حُرُوفاً مائِيَةً ..
لِنَملأَ البَحرَ .. بالإستِعاراتِ العاشِقَة
شَفتايّ تَكتَنِـزانِ بالحَيرة

يا حَبيبتي :
هل .. نحنُ إمتِلاءٌ .. في قِحفَةِ سَراب ..
أم رُبَما .. نَحنُ التَّمَرُدُ .. يُمارِسُ .. كِبرِياءَه
لا عَلَيكِ ..
إنَهُ الوَتَرُ .. يُراقِصُ ظِلَهُ ..
أو قدْ يَكُونُ الغَيمُ .. يُمَشِطُ بِركَةً مِن الماء
ما زالتْ رائِحَتُكِ عالِقَةً بِذِهنِي
كيفَ لي أن أرَمِمَ فَضاءاتِكِ المُتباعِدة ؟!
يا مَن كُنتِ نيزَكاً.. لا يُسرِفْ في التَّشَظِّى
ارفعِي ظِلَكِ .. قَلِيلاً
إنَكِ تطفِينَ على صَّوتِ القَصِيدة
تَمَسَّكِي بِمِقبَضِ الحَرف
قُولِي ماشِّئت
اُهطُلِي إن أردتِ
ليسَ لدَيّ مُتَسعٌ منَ الماء
مَشِطِي الرِضابَ بشفتَيكِ
أنتَ مِني .. قابَ كَلِمَتينِ أو أدنى ..
أنا أعطَشُ
أنتَ ما زلتِ تَركُضِينَ خَلفِي ..
كَظِلٍ .. مُحَمَلٍ بالحَلوى !
اِصعَدِي مَعِي تَلَّةَ التَّكوِينِ ..
لِنَتَسرَبَ خِلسَةً .. إلى صَّمتِ المَجَرَةِ
هُنالِكَ .. كانَت البِدايَةُ ..
قُبلَةً .. تَخجَلُ ..
في أوجِ غِبطَتِها !
 
 


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق